------------------------
بقلم : لميس ضيف
في 1966 ، اهتزت البحرين على وقع تفجير
أدى مقتل بوب " ضابط استخبارات البريطاني" وتفجير موازي أدى لمصرع ضابط
آخر من الدرك الأردني يدعى " أحمد محسن " وسقوط عدد من الجرحى. وسرعان
ما أعلنت جبهة التحرير الوطني مسئوليتها عن التفجيريين الذين وقعا في العيد الأول
لانتفاضة 1965 وتحت راية "الانتقام" ممن عذب وأهدر دم شهداء في انتفاضة
مارس المجيدة..
لم تكن المعارضة - اليسارية وقتها- لتتنصل
عن مسئوليتها بل كانت تفخر بالملاحم التي تسطرها ضد المستعمر وأعوانه.. ولم يكن مؤسسو
جبهة التحرير مجهولون لأحد سواء حسن نظام المؤسس الرئيسي
الذي صفاه السافاك ، أو علي دويغر ، إريك منصوريان (أرمني الأصل) أو أحمد الذواذي ..
وهي بالمناسبة سمة لصيقة بالعمل السري بقالبه "البحريني":
فالجغرافيا ، وطبيعة المجتمع
الصغير، لم تحمي العمل السري في أحلك الظروف، وعلى مرّ العقود- كان أقطاب التيارات
السياسية معرفون بدرجة أو أخرى ، سواء في الجبهة الشعبية " عبد الرحمن
النعيمي وأبومنصور العكري مثالا" أو الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين "
سيد هادي المدرسي ورهطه " لذا كان العمل في المنفى حتمية لكثير من القيادات
"مع وجود أذرع ميدانية في الداخل معنية بالتنفيذ أكثر من اتخاذ القرار"
****
لهذا ، ولكثير غيره، لم نستطع
تصديق وجود " خلايا الأشتر " أو " المقاومة الشعبية " مهما
حاولنا - لا لأنهم بلا وجوه معروفة في الخارج فحسب- بل لأنهم – حرفيا- غير معروفين
لأحد !!
سألت كثيراً من المدافعين باستماتة
عن عملياتهم " تعرفونهم" وكان النفي أو التهرب هو الجواب دوما..
قد يقول البعض أن هذا ينسحب
على ائتلاف 14 فبراير في مغالطة فاضحة فالعديد منا – ومنهم كاتبة هذه
السطور- قابلوا شخصيات منهم وتواصلوا معهم بأشكال عدة في مواقع متفرقة من عمر
الحراك.
هم ليسوا مجهولون بالمفاد ولا
يمكن وصمهم بذلك ..
فمن يستطيع التأكيد لنا بأنه
يعرف أحد وجوه هاته المجموعات التي تتبنى العنف منهاجا مخالفة بذلك قيادات
المعارضة البحرينية ؟
****
ثُم"
لم لا يقبض النظام على صبية "
يذبحهم ضرب " وينسبهم لخلايا الأشتر فيحقق هدفا مزدوجا " إرضاء الموالين
/ وتأكيد وجود تلك الجماعات ؟
واقعا إن هم ما فعلوا ذلك
كشفوا اللعبة :
فالمعتقلين ، وجلهم من القرى
، معرفون لمحيطهم ، فإن كانوا بعيدين عن العمل الثوري " وكثير منهم كذلك
" فستنهار خرافة النظام .. وإن كانوا من الثوار فسيميزهم جمعهم ويعرفون أنهم
ليسوا من خلايا الأشتر.. وتنهار خرافة النظام !
لذا يقبض النظام يمنه ويسرى على
شباب وينسبهم لجماعات ويتجنب أهل " المقاومة المشروعة" حفظا لروايته من
التصدع والانهيار ..
****
أن المعارضة في تبنيها للمقاومة
السلمية تعي – جيدا ما تفعل – فهي لا تملك أدوات الحسم في المواجهة المسلحة وحريصة
على تقليص الخسائر البشرية. وإن قفزنا على الجدلية الأخلاقية في هذه المسألة يبقى
أن العنف خيار " بلا أفق" لذا لا تتبناه المعارضة إستراتيجيا.
ختاما أفرش لكم الأسئلة التالية:
لماذا يسبق حديث رئيس الوزراء ، وزبانية
النظام عن العنف، كل عملية " نوعية" للخلايا المزعومة ؟
لماذا – مجددا- لم يقبض النظام
على أي منهم لليوم ؟
لماذا كلما أطلت المليشيات التكفيرية
بخطاب تزامنت " عملية" معها لتسخين الأجواء ؟
من يحصد قطاف تلك التفجيرات ؟
والموالون الذين أرهقنا ضلالهم نسأل:
لماذا تنكر المعارضة – ولا تفخر- بتلك
العمليات كما فعلت تاريخيا؟
لازال النظام يستحوذ على هوامش الحركة
ويتحكم بمفاصل البلاد بفضل خبثه .. وبساطتنا.
النظام " السهدان" الذي نخاله
أحمق ما هو إلا ألعبان..
يلعب بالبيضة والحجز كالحاوي تماما ..
****
أما الأشتر الذي نعتذر منه فهو الأشتر
الحقيق .. مالك بن الحارث.. الذي كان من صحب الإمام (ع) وأنصاع لأمره في صفين
وأوقف القتال رغم أنه – الأشتر- كان يريد مواصلة القتال سيما وأنهم الغالبون. نعتذر منه لأن أسمه صار يتداول على ألسننا بالاستصغار مربوطا
بجماعات مشبوهة.. وهو القائد المخلص الذي كان يتلمس مصلحة الأمة ولو على نفسه.
10- مارس- 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق