أقف أمامكم
اليوم، كمثال ناطق نابض ، لثمن حرية الكلمة في بلدي البحرين ،،
قبل عام وشهرين
و4 أيام تركت البحرين بلا رجعة .. أعرف أن هذا الوقت مرّ لأني احسبه جيدا ، عندما
كنت ألملم أشيائي استعداداً للرحيل كان الجميع يقول يعتقد أني لن أغيب سوى أسابيع أو بضعة أشهر
بالكثير وستكون الأمور قد أستقرت وقتها ، وحدها والدتي – بحاسة الأمومة ، من عرفت
أني سأذهب طويلاً وسأذهب بعيداً لذا ضمتني بقوة وقالت لي : أنت يا لميس عيناي..
سأكون عمياء من اليوم..
فضلت أمي أن تعيش
بلا عيناها على أن أفقد حياتي ، أو أتعرض للإعتقال والتعذيب كما حدث مع شقيقتي
الطبيبة التي عالجت متظاهرين فاعتقلتها الشرطة فجراً ولفقت لها تهماً مارقة وهاهي
تنتظر ، ونحن ننتظر معها، معرفة مصيرها المجهول..
أنا صحفية وكاتبة
، فصلت من أربع وظائف كنت أعمل فيها قبل الثورة ، ووضعت في قائمة سوداء تمنع
توظيفي في أي مكان ، وتم الإعتداء على منزلي 3 مرات وتم إلقاء زجاجات حارقة عليه
بغية حرقه أو إرعابنا على الأقل ، كنت في الأشهر الخمسة التي قضيتها بعد 14 فبراير
أستيقظ على رسائل التهديد وأنام على وقع الشتائم .. تم نشر أرقامي الشخصية وعنواني
في مواقع الموالين للحكومة ليتم أستهدافي وهددت من أحد أفراد العائلة الحاكمة وأقتبس " بقطعي لنصفين " ولم يحرك
أحد ساكناً لحمايتي ووصل بهم الأمر لترويج إشاعات أخلاقية لي للإنتقام مني
والإمعان في اذيتي .
جريمتي الوحيدة ،
أني لم أقبل أن أكون شاهد زور، ولم أقبل أن أتحول لبوق في يد السلطات كما حدث مع
زملائي.. من باع قلمه وضميره حصل على العطايا والمناصب.. ومن إلتزم الحق ووقف مع
حق الناس البسطاء أستحق التنكيل والترهيب.. لست – بالتأكيد- الضحية الوحيدة فكل
مواطن بحريني واجه هذه السلطة دفع الثمن : بالإعتقال والتعذيب وقطع الرزق والحرمان
من الخدمات والبعثات بل ودفع بعضهم حياته ثمناً لمعارضة النظام ،،
قبل أيام فقط سنت الحكومة قانوناً يقضي بحبس كل من يتعرض للملك 5 سنوات وتغريمه ما يعادل الـ40ألف دولار.. ومؤخراً فقط بدأت الحكومة حملة لترصد الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي ، أمثالي ممن أغلقت عليهم منافذ التعبير فلجأوا لفضاء الأنترنت يبحثون عن منبر للحديث بحرية ولوحت بمقاضاتهم، علماً بأنها فصلت العديدين من الدراسة والعمل وحققت وأعتقلت قوافل من الشباب بسبب شيء كتبوه ، أو نقلوه على مواقع التوصل الإجتماعي ، ولا ندري أي خطوة قادمة سيتخذون في سبيل قمع أي رأي يخالفهم أو يفضح ممارساتهم
لا أعرف ماذا أقول.. تتعثر كلماتي أمام حجم المعاناة الذي أراه في وطني وفي أهلي، كل ما أعرفه ان العالم لا يعبأ بما يجري لنا.. وأن الجميع يشيح بوجهه بعيداً عن معاناتنا اليومية .. وختاماً أسمحوا لي أن أسألكم : أليس من حقنا ان نعيش كالآخرين ، مثلكم يا ساده ، أم أننا بشر من فصيل مختلف ، أننا لا نطالب بأكثر من حقنا في العدالة والديمقراطية ،حقنا في أن ننعم بكرامتنا كبشر ولا نعيش عبيداً لأحد .. حقنا في ان نقول رأينا دون أن تكون حياتنا ومستقبلنا على المحك.. فلماذا يستكثر علينا العالم المتقدم مطالبتنا بالقيم التي زرعها هو فينا ؟
هناك 4 تعليقات:
بوركتي....حماك الله انتي وأمثالكي تستحقون كل التقدير لما تقدموه لنا حيث تضحون بحياتكم من اجل حريتنا
لا والله لسنا مهملين قضيتكم....سيرو و نحن معكم
عبدالله من الكويت
شكرًا الى صاحبة القلم الصادق
شكرًا لمواقفك الحرة كما انت حرة
شكرًا لعائلة ضيف على جهودكم الصادقة لخدمة الانسان البحريني
شكرًا ايتها الشريفة العفيفة
شكرًا على كل جهد مبذول لنصرة المظلوم
شكرًا لكم شكرًا لكم
جعفر محمد
مملكة البحرين
لميس ... انتي وامثالك ... شكرا لكم شكرا لكم .. هذا ما علمنا ميدان الشهادة
إرسال تعليق