التغطية المصورة لإعتصام المعارضة البحرينية في لندن
إحتجاجاً على ما جرى لجثمان الشهيد الجزيري..
إحتجاجاً على ما جرى لجثمان الشهيد الجزيري..
إحتجاز جثمان الشهيد محمود الجزيري لأكثر من 11 يوماً..
نداءات أمه الملكومة التي تطالب بدفنه وإكرام جثته..
موقف قمئ أشعل نار الغضب في قلوب كل ذي ضمير على مدار 11 يوما وليلة..!
فالنظام - وخوفاً من أن يتحول تشييع الشهيد لمسيرة ضخمة أو ربما خوفاً من أن يكشف جثمانه تفاصيل أكثر من تلك التي نعلمها عن قتله- قرر إجبار العائلة على دفن الشهيد في موقع معين في سابقة لم تحدث من قبل .. العائلة بدورها أصرت على دفن فقيدها في مقبرة منطقته ولكنها عادت اليوم وتراجعت – لا إنكسارا - بل لأن جثمان الشهيد لا يمكن أن يبقى دون تكريمه بالدفن أكثر من ذلك – وربما- أملاً في أن يخيط دفنه جرح أهله المفتوح على مصراعية والذي ينثر وجوده " في ثلاجة " الملح عليه كل ليلة.
*****
المعارضة البحرينية في لندن قررت الإعتصام عند مكتب رئيس وزراء بريطانيا عشية الأمس..فنحن - سلمكم الله – كمالموظف المغلوب على أمره الذي كلما إستاء من عنجهية مسئوله الفظ راح يشتكيه عند " الأرباب العود".. لا إيماناً منه بعدالة "المشكو عنده" بل إيماناً منه بهزالة " المشكي عليه" الذي لا يملك إستقلالية ولولا دعم " الأرباب" لأخطائه المتكررة لما صمد في منصبه طوال هذا الوقت ..
على كلٍ .. جمعنا أمرنا على الذهاب..
في طريقي للإعتصام كنت أحمل لافته تقول :
You dominate & opress us while we're alive
We got that..
But dictating our corpses' fate, that's beyond comprehension
وترجمتها :
تتحكمون بمصائرنا ،حكمتونا قهراً ونحن أحياء..
وفهمناها ولكن..
تريدون التحكم بنا ونحن جثث أيضاً !!
هذا مالا يمكننا فهمه .."
في القطار الذي كان يُولي وجهه شطر البرلمان سألني "العنجليز"عن اللافتة والقصة ، أستغرقت في الشرح وأنا أقرأ الدهشة والشك في أعينهم. من حقهم أن يجدوا صعوبة في تصديق روايتي !! فمن يصدق أن نظاماً "يتمكيج" ببرلمان منتخب ويدعي الديمقراطية يعتقل جثة ويمارس الإبتزاز على عائلة الفقيد ليجبرها على الإذعان ودفنه وفق هواهم ، فهم من قتلوه، وهم اولى بإختيار مثواه الأخير كما يقول لهم فهمهم الجائر!
*****
عندما نزلت من المحطة في هذا الشارع السياسي المتاخم لكل مكاتب السلطتين التشريعية والتنفيذية ، رمقت من بعيد آسيويين في الموقع الذي ظننت أن أعتصامنا فيه ، فقلت في نفسي مستنكرة " يوووو .. يعني نعيب على الفاتح صرنا مثلهم نجيب متظاهرين هنود "
لكن لمعة علمنا الأحمر بلون دم شهدائنا المسفوح لاحت لي من بعيد ، فتصفحت وجوه ربعنا وتمتمت " حمد الله.. ما غلظوا المرقة بمتظاهرين بو 10 دينار مثل ما يسوون بعض الناس "
فمتظاهر يحمل بين أضلعه قلباً محروقاً على وطنه، يفعل ما يعجز عنه ألف يأتى بهم الدينار.
****
الأخوان فيروز كانا أول الحضور وفي الصورة يظهر جعفر الحسابي والزميل جواد عبد الوهاب..
أثنان من أصل الثلاثة الذين ترونهم في الصورة سحبت السلطه جنسيتهم بجرة قلم وهماً منها بأنها تملك هكذا القرار !
مالا تفهمه الحكومة أنها تستطيع إعطاء "الباسبور الأحمر" لمن تشاء ، ولكنها لا تستطيع أن تحولهم لبحرينيين ! تستطيع نزعه مما تشاء ، بأمر قانون الهوى، ولكنها لا تستطيع تجريدهم من هويتهم !!
و" الفيروزان" والحسابي والشهابي أدلة حية على ذلك.. هم في كل إعتصام..
علم البحرين في يدهم .. حبها في قلبهم .. وأهلها بين عينيهم..
مسكينة حكومتنا فهي تظن أن الوطنية تُشترى.. وتُباع
*****
قرر شبابنا هذه المرة أن يملئوا الطريق بأناشيد الثورة ..
كان عليكم أن تسمعوا ما فعلته هذه السماعة الخجولة المختبئة خلف اللافتات بشارع داونيج ستريت الحيوي !!
سماعة صدحت بـ" شهادة " وبصوت البلادي والأكرف ..
لم يفهم المارة شيء من تلك الأناشيد الحماسية ، ولكن الصوت أستوقفهم بلا شك، وبما أن، وعليه وبناء عليه..
نطالب الأخوة المنشدين بأناشيد بالأنجليزية ..
why not ?
على كل حال لا أعتقد أن موظفي المبنى المتاخم راق لهم صوت سماعتنا "الجهور" وأظنهم " تسندروا" لكنهم ملزمون - بأمر القانون- أن لا يتعرضوا لإحتجاجنا بكلمة واحدة.. هكذا هي الدول التي لا تكبت صوت الإنسان خشية أن.. ينفجر..
*****
حلاوتهم البحرينيات (:
أنظروا لهذه السيدة الجليلة وهي توزع منشورات على المارة ، وتشرح لهم بلا كلل قضية أبناء شعبها ..
سيدة أستوطنت لندن منذ سنوات.. ولكنها ظلت وفية لشوارع قريتها التي سكنت.. قرنيتها..
خلف جبدي والله ..
****
ماذا فعلت أيتها السلطه الغاشمة ..؟
تصوروا..
صور الشهيد محمود أعتلت كل الأيادي وتوطنت كل القلوب ..
سافرت لندن .. وستبات في بيروت..
إلا تعرفين يا سلطة الموت.. أنك يوم قتلت محمود.. هزمكــ !
****
في الإعتصام .. وضع نعش إفتراضي للشهيد ..
ورغم أننا ندرك جميعا أنه خاوً ولكن هيبة ما طوقت هذا الصندوق الخشبي الذي لبس علم البحرين وتزين بصورة الشهيد وأعتقل بقيد حديدي يرمز – لا لما أصابه بعد مماته من إحتجاز – بل للقيد رافقه طوال حياته..
قيد الظلم ..
قيد الفقر ..
قيد البطالة ..
قيد التمييز ..
في حضرة هذا النعش وجدتني أشبك أصابعي ، أدعي لشعبي وأقرأ الفاتحة لروح الشهيد الطاهرة ..
لن أكون بين مشيعية ولكننا شيعناه بطريقتنا ..
قناعاتي تقول أن أرواح الشهداء حية تحوم في كل مكان ، تمسح على رؤوس الأحياء..
تقبل أيدي الأمهات ..
تنغص على الجلادين حياتهم..
تسلبهم الحياة وهم.. لا يشعرون
للحظات فقط شعرت أنه معنا.. الآن ..
****
سألت هذا الشاب عن قيده المفتوح فقال :
لاااابد للقيد أن ينكسر ..
تركت الإعتصام بإبتسامة ..
فجذور عزيمتنا راسخةٌ .. ولن يقوى أحد على الحجر على أحلامنا..
وحدودنا السماء ..
نم يا محمود قرير العين ..
من قال أنك مت ..؟!
كل ما في الأمر أنك حاولت تحريرنا.. فتحررت ..
****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق