فور إعلان الأحد عيداً، غشيتني مسحة
حزن وأنقبض قلبي – كحال كل من يقضون أعيادهم بعيداً عن كل ما يحبون وكل من يحبون
في الحياة – ولأن أمثالنا " يتدربون" على مواساة أنفسهم ومداواة جروحهم
شردت أفكر فسحبتني – كما الرمال المتحركة - فكرة أخرى أشد بؤساً وسوداوية تفترض أن
هذا الحزن نجاح لهذه السلطة التي تريد أن تعاقبنا بكل شكل وتسلبنا كل حق – حتى -
حق الفرح بالعيد ! فجرائمهم المستمرة بحق الشعب الأعزل تجعل البسمة والفرحة مخطوفة
كما كل شيء في بحريننا المحتلة من قبل الفساد والجهل والطغيان ..
ولأننا شعب مقاوم .. يقاوم محاولات
كسره بالصمود والتآلف والتعاضد ولدت فكرة مشروع " بسمة " لمعايدة عائلات
الشهداء .. الفكرة التي أبرقت لي بها السماء لتنتشلني من كآبة العيد لبهجة العمل
الأحب على قلبي ..
(2)
اقتضت الفكرة جمع عيدية نقدية مجزية
و" توليف " هدايا لتوزيعها على جمعً من أسر الشهداء في هذا العيد كتعبير
عن الامتنان والتقدير ..
في الساعات الأولى جمعت مبلغاً مالياً
من المقربين ليكون نواة الانطلاقة ثم طلبت من ٤ نساء رائعات المساعدة :
الصديقتان : أم محمد وسعاد .. والعزيزتان
: أحلام خزاعي وجيهان كازروني ..
توقعت منهن الاعتذار لضيق الوقت
ولكثرة الإلتزامات العائلية ولكنهن رحبن أيما ترحيب .. كأن أمامنا أقل من 3 أيام
لننفذ الفكرة إلا ان كل مهمة ممكنة بوجود من هو شغوف بها ..
(3)
ليلتها جمعنا هواتف نقالة وكماً من
الكماليات والعطور وقررنا صبيحة اليوم التالي مشاركة الآخرين بالفكرة عبر تويتر
ليقيننا بوجود من يتحرقون لرسم البسمة على شفاه غيرهم ولكنهم لا يعرفون لذلك سبيلا
.. تقبل الناس الفكرة بقبول وتجاوزنا السقف الذي كنا له نطمح – والله الحمد والمنّه
– وشرعنا في اختيار الدفعة الأولى من العائلات وترتيب المواعيد معها .. وترتيب الهدايا التي تضمنت – بفضل دعمكم لمختارات من
الهدايا منها " في كل علبه" :
- * هاتف محمول
- * عدد ٢ كوبونات شرائية من جيان
* عدد
٢ حقيبة مدرسية
* بخور
*
عدد
٢ صواني حلويات
*
كاميرا
مرفقة بترايبود وبطاقة ذاكرة
كما وأرسل احد اهل بلدنا الطيبين
ظرفا مستقلاً يحمل أسم كل أبن شهيد في بادرة جميلة يُشكر عليها ..
(4)
في الخامسة من اليوم الموعود ذهبت
المجموعة لزيارة العائلات ..
تركن عائلاتهن وافرغن جدولهن ليرسمن
البسمة .. في 3 مجموعات انطلقن .. كانت لحظات لا تُنسى ..
فتحت تلك العائلات البحرينية الأصيلة
الكريمة بيوتها وقلوبها لنا .. واستقبلوا – بحفاوة وامتنان - فريق بسمة الصغير وكافئونا ببسمتهم الغالية
التي لا تقدر بثمن .. كم كنت لأحب – حقاً – أن أشاركهن تلك اللحظات ولكني اكتفيت
ببطاقة ارسلتها تختزل مشاعري ومشاعر كل أهل البحرين تقول :
تضحياتكم لا تقدر بثمن .. وشهدائكم هم قبس ثورتنا وفخر
حراكنا ..
مشروعنا " بسمة " جاء تكريما لكم في هذه
المناسبة ..
هي وسيلتنا المتواضعة لنقول لكم :
" نُجل تضحياتكم ونحن أهلكم وشعب البحرين كله لكم
أخوة وأبناء
ونحن مدينون لكم ما
حيينا "
( 5)
ننشر تفاصيل هذه التجربة .. مع علمنا بوجود لؤماء يشوه
قيح قلوبهم كل ما هو جميل.. لا لشيء سوى مشاركتكم " البسمة " التي إرتسمت
على وجوهنا – نحن- قبل وجوههم ، فنحن عائلة كبيرة واحدة يفرح كل منها لفرح الآخر
كما يأسى لحزنه ، كما ونبتغي تشيع مبادرات شبيهة ونؤكد دعمنا المطلق لها .
بسمة (1) كان تجربتنا الأولى وسنستعد لبسمة (2) مبكراً "
لعيد الأضحى" و سيستهدف هذه المرة أهالي المعتقلين الأبرياء في سجون الظلم .
ولا يفوتنا هنا ان نشكر كل من ساهم في نجاح هذا المشروع
المتواضع من متطوعين ومتبرعين ..
ونشجع الراغبين في المساهمة – سواء بالتطوع بالمجهود أو
التبرع " العيني " – على تسجيل أسماءهم على البريد التالي :
basmahbahrain@gmail.com
ليتسنى لنا التواصل معهم قبيل المشروع القادم ..
أترككم الآن مع بعض الصور المختارة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق