حوارات أُجريت مع الكاتبة لميس ضيف
1 يونيو 2011
لميس ضيف لقناة الجزيرة يقول : "إنهم يمكن أن يمنعنا من سرد القصص الآن ، لكنهم لا يستطيعون منعنا الى الابد".
كانت النساء والصحافيين المحليين طويلة في طليعة الحركة من أجل التغيير في العالم العربي. لميس ضيف في البحرين على حد سواء ، ولما يقرب من العقد وقالت انها كانت من المؤيدين البارزين للعدالة الاجتماعية فى الدولة الجزيرة الصغيرة.
تكلم أربعة وثلاثين عاما ضيف لقناة الجزيرة في الدوحة في نهاية الأسبوع الماضي عن حياتها المهنية كصحفي والحملة الحكومية الأخيرة التي أسكتت بها وغيرها الكثير في المملكة الخليجية.
وصف ضيف نفسها بأنها "الطفل الذهبي" عندما دخلت الصحافة في عام 2002 ، قائلة انها "كل ما يلزم" ليكون صحفيا كبيرا. منذ ذلك الحين ، أصبحت ضيف واحد من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل والمعترف بها في وسائل الإعلام في البحرين.
"جئت مع هذا النهج العدواني للصحافة" ، قالت. "في البحرين ، وأنها محاولة لتجنب الصراع في الصحافة ، وهي لا تريد إغضاب أحد. انه مجتمع صغير ، حتى إذا كنت أكتب عن شخص ما وأنت تسير في قلب أقاربه ".
وقال ضيف ، وهو مسلم شيعي يأتي من خلفية كلمة "محافظ" : "أنا انتقد [إنشاء الدينية الشيعية] ولقد كان الهدف من أبناء وطني."
واضاف "ثم بدأت في استهداف قوية والنخبة ، شخص ما كان ليقول شيئا".
"على سبيل المثال ، لدينا 21 اتحادات الرياضية في البحرين ، ورؤساء 17 منهم هم أعضاء في العائلة المالكة" ، وأوضح ضيف. "وسألت" لماذا هو رئيس اتحاد السباحة الدهون لذلك؟ " سألت نفسها عن وزير الصحة : "لا ينبغي أن يكون طبيبا؟"
"مدلل قليلا في البداية كنت الذكية. أردت أن أثبت نفسي. لقد بدأت عندما أضع يدي أعمق في عملي وذهبت لأول مرة إلى القرى ورأيت الفقر والظلم ، ويحتقر نفسي عن التفكير في أن العاملين في وسائل الإعلام كان شيئا يمكن أن تجعلني نجمة ".
"لقد بدأت معالجة القضايا التي جعلت من يريدون تدمير قوية لي ، وأنا قدمت الكثير من الاعداء" ، وقال ضيف.
وصف ضيف حملة الحكومة لتدمير سمعتها. أدلى ببيانات حول مظهرها الجسدي والسلوك ، كما تدعي أنها تنفي الشائعات ومحاولات "تقليص" لها في المجتمع الخليجي المحافظ.
وقال ضيف هذه الهجمات تأتي بنتائج عكسية "وجعلت لي فقط أكثر تصميما ، ونشر الشائعات جعلتني أكثر المعروفة".
ومع ذلك ، في الآونة الأخيرة فقد تم إسكات ضيف منذ ان فرضت الحكومة قانون الاحكام العرفية لقمع حركة الاحتجاج التي بدأت في فبراير من هذا العام.
وتسيطر البحرين وهي حليف رئيسي للولايات المتحدة وموطن الأسطول البحري الخامس والخمسين ، من قبل النظام الملكي السني. الشيعة ، الذين يشكلون أكثر من ثلثي السكان ، وانعدام الحقوق ومستبعدون من المناصب الأكثر سياسي رفيع المستوى وقوات الأمن.
تشبه حركة الاحتجاج تلك الموجودة في تونس ومصر والتي جاءت قبل ونجح في الاطاحة كل من رؤساء الدول على حد سواء. في البحرين ، بدأ المتظاهرون يطالبون بالتغيير التحرير ساحة خاصة بهم على غرار اعتصام في دوار اللؤلؤة في المنامة ، قبل أن أزيلت قسرا. الحكومة دمرت في وقت لاحق ملتوية.
بعد شهر واحد بدأت الاحتجاجات ، فرضت الاحكام العرفية ملكية البحرين ودعت الآلاف من القوات السعودية للمساعدة في إخماد الانتفاضة.
استهدفت
منذ ذلك الوقت ، قتل أكثر من 30 متظاهرا ، وتم القبض على مئات من المتظاهرين والمدافعين عن حقوق الإنسان ، العاملين في المجال الطبي والصحفيين وغيرهم وسجنت من قبل السلطات. وقد أدانت جماعات حقوق الانسان على نطاق واسع في الاعتقال والتعذيب والاعتداء الجنسي يحدث لاحقا ورد داخل السجون. وقتل ما لا يقل عن أربعة معتقلين في السجن ، وحكم على اثنين منهم بالإعدام. وقد أدانت منظمة العفو الدولية المحاكمات العسكرية في البحرين بأنها "ذات دوافع سياسية وغير عادلة".
أخذت ضيف وصف كيف عائلتها تعرضت لتهديد لعملها ، وبتشجيع من أقاربها ، فاصل من الكتابة منذ بدأ الأحكام العرفية. "توقفت عن [ممارسة الصحافة] ، لأنني لا أريد أن ألقي القبض. إذا كان ابن اعتقالي الآن ، كيف يمكن لي أن وثيقة أخرى في السجن؟ يتم القبض عليه الجميع ".
منذ بدء الحملة ، فقد ذهب العديد من النشطاء والصحفيين وغيرهم إلى الاختباء لتفادي الاعتقال من قبل السلطات -- التي نشرت صورا لل"المطلوبين" على وسائل الإعلام المختلفة ، بما في ذلك الفيسبوك.
"وصلنا إلى نقطة حيث كنت خائفا لأننا حتى كتابة على أجهزة الكمبيوتر المحمول لدينا لأنها أول شيء يأخذون عندما تغزو بيوتنا. لذا ، وأظل جميع القصص في رأسي "، وقال ضيف.
"ويمكن أن يمنعنا من سرد القصص الآن ، لكنهم لا يستطيعون القيام بذلك إلى الأبد. وحتى الموتى يروون قصصهم ".
لقد صورت وسائل الاعلام الحكومة والدولة في البحرين حركة الاحتجاج والطائفي ومحاولة لتبرير حملة القمع التي شنتها الإنذار ضد النفوذ الايراني في البلد. فى ابريل ، قال وزير الخارجية البحريني ان القوات الاجنبية ستبقى في البلاد لإزالة أي "تهديد خارجي" ، وانه يرتبط مع ايران.
وفقا للضيف ، في البحرين ، "هناك بعض الشيعة الذين لديهم الكثير. وهناك الكثير من المعاناة السنة ، ولكن لانهم يخافون [القانون] لأن الحكومة يجعلهم خائفين من ايران ".
"وتقول الحكومة ان المتظاهرين يريدون لإيران [للسيطرة على البحرين]... انها أغنية قديمة أنهم قد تغنى لعقود. ماذا بحق الجحيم الذي نريد مع إيران؟ انها ليست حكومة متحضرة ، بل هو الديكتاتورية. نود حياة أفضل للشعب في ايران ".
سأل ضيف : "هل كل السنة يريدون حكومة مثل المملكة العربية السعودية؟ فلماذا يتهمون الشيعة بأنهم يريدون أي حكومة دينية كما هو الحال في إيران؟ "
على عكس الاحتجاجات في الدول العربية الأخرى ، ضيف يدعي أن غالبية المحتجين في البحرين لا تريد "isqat آل nitham" (لقلب نظام الحكم) ، ولكن بدلا حقوق إصلاح والمساواة.
"البحرينيين شعب مسالم وذكي ، ونستحق دولة حديثة. نحن نستحق أن يعاملوا كمواطنين وشركاء ، لا الأتباع والعبيد. نحن لا نريد للحكم ، ونحن لا نريد قصورهم ، عروشهم ، رولز رويس بهم والطائرات ، ونحن نريد فقط أن يعاملوا بكرامة. "
واضاف "اذا قالت الحكومة" دعونا نبقي عروش ، ونحن سوف نقدم لكم الكرامة التي تستحقها "الشعب لن يقبل" ، وقال ضيف.
"إذا كانت الحكومة يعطيها حقوق الحقيقي لن تكون هناك حاجة للاحتجاج. [الحكومة] يجب أن تتوقف حتى يتم العنيد -- لا يمكن تغيير الناس ، لكن الناس يمكن تغييرها "
ـ الحديث مع لميس ضيف هو حديث عن الجوانب الأكثر خصوبة في الثورة البحرينية ، هو حديث عن رغبة تتجاوز التغيير ، هو بحث في اصل الأشياء لا في صورها وأشكالها فحسب ، لأنه حديث يهدف إلى تأصيل كل المعاني العميقة بعيدا عن فتنة الكلام وغوايته ، إنه حديث لا تقوله الذات إلا لذاتها المغيبة في أباطيل كتب التاريخ ، حديث وبرغم كل الجراح ، وبرغم كل المآسي ، وبرغم كل المحن إلا أنه يظل متمسكا بإشراقة صبح جديد يختصر كل الزمن البحريني الملوث بالأكاذيب والخرافات .
و.ج : الكل يعرف لميس ضيف قبل الثورة أنها تلك الكاتبة المتميزة التي ُيقبل جمهور عريض على مقالاتها ، بعد الثورة أضافت لميس ضيف الكتابة صفات أخرى لشخصيتها ،، فتحولت إلى لميس الثائرة / لميس المناضلة / لميس المعارضة.. فأي لميس التي أصبحت الأقرب إليك بعد الثورة ؟
لميس : سأسر لك بالحقيقة: كنت قبل الثورة كاتبة ناقده تستهدف مكامن الأخطاء وأقصى أمانيها أن تنصف مظلوماً أو تكشف الفساد الذي طالما قلت أنه وصل للعظم.. نعم كنت أحلم بوطن أكثر عدالة وحرية ولكني كنت واقعية في اطروحاتي، المناخ العام لم يكن يسمح لنا أن نحلم بحكومة منتخبه سيما وأن البرلمان الذي حظينا به بعد تضحيات لا تعد،تحول لسيرك ! انا وغيري من الإصلاحيين كنا نفكر وفق سقف.. ونعمل ونحلم ضمن سقف.. وعندما ثار الشباب في 14 فبراير هدموا هذا السقف ودفعونا لطرح الأسئلة المرّة:
ـ لماذا سكتنا طوال تلك السنوات ونحن نعلم يقينا من هو رأس الفساد؟
ـ لماذا تجاوزنا عن حقيقة التلاعب والتوزيع الجائر للدوائر الانتخابي حيث يساوي صوت مواطن في منطقة صوت 16 مواطن في منطقة أخرى وهو الوضع المعوج الذي أنجب لنا هذا البرلمان المسخ ؟ لماذا قبلنا بالتمييز لفئة والامتيازات لأخرى ونحن نعلم ان تلك قنبلة مجتمعية !
الحق والحق أقول.. أنا لست ثائرة ولا مناضلة.. أنا مجرد إنسانة تعتز بشهامتها ومقتها للظلم ولا تستطيع ان ترى شخصاً محتاجاً ولا تمد له يدها وشعبي اليوم مغبون ومحتاج ولن أتخلى عنه ولو كلفني ذلك حياتي
و.ج :كنا نود أن نجري معك هذا الحوار قبل مدة ، ولكننا علمنا أنك في زيارة لأمريكا ، وبالذات للكونغرس الأمريكي ، هل يمكن أن نعرف فحوى هذه الزيارة؟
لميس : هي زيارتي الثانية في ظرف 3 اشهر..وزيارتي للولايات المتحدة – وكل رحلاتي إجمالا- تهدف لاستنهاض الضمير العالمي ضد ما يجري في وطني من استباحه لحقوق المحتجين..في رحلتي هذه قابلت شخصيات بارزة في المنظمات الحقوقية وشخصيات سياسية وإعلامية واعتز بأن مستوى الاهتمام بقضيتنا قد زاد وانعكس ذلك جليا بكم التقارير والتصريحات التي تحدثت عن الوضع المأساوي في البحرين ..وقبل أيام فقط عدت من رحلتي أحداهما لمصر والأخرى للبنان لإيماني بأهمية البعد العربي في قضيتنا.
و.ج : لا يتردد الكثيرون في اعتبارك امرأة الثورة البحرينية رقم واحد ، ومع ذلك فإن البعض يختلف مع بعض طروحاتك خاصة التي ترفض تبني النموذج الإيراني ،،، هل من تعليق؟
لميس : أنا منسجمة جداً مع نفسي.. مبادئي واحدة وخطي واضح والبرغماتية لا تليق بي.. لا أستطيع أن أؤمن بحق البحرينيين في الثورة وأنكره في سوريا.. ولا أستطيع أن ارفض قمع المعارضين في البحرين وأقبله في إيران .. إيماني بحق الشعوب في حكم نفسها وبحتمية وجود معارضه في كل نظام صحي لا علاقة له بموقع الدولة على الأطلس.. ورغم ما لإيران من مواقف مشرفه مع نضالنا إلا أنها مواقف كما يقال " ليست حبا في علي بل كرها لعمر" ولست في وارد تفنيد دوافع مواقفها منا ، اشكرهم على اي حال ولكني لا أستطيع ان أصادق على اعتقال المعارضين الإيرانيين " الذين اعرف عدد غفيرا منهم " ودون محاكمات ولا القبول بقمع طلبة الجامعة والمختلفين مع النظام.. اعتز بحزب الله واعتبره آخر معقل كرامة في هذه الأمة ولكني ارفض موقفه من الثورة السورية.. كلامي ومواقفي لا تروق للكثيرين ولكن سامحوني.. لا أستطيع ان أناقض نفسي .
و.ج : ألا تعتقدين معي أن إيران استفادت من ثورة البحرين أكثر مما أفادتها ، وأن التخلص من شبهة ولاء هذه الثورة لإيران بات ضروريا إن أرادت فعلا أن تتقدم أكثر؟
لميس : صدقت.. قبل الإجابة دعني أقول أن الحركة المطلبية في البحرين تمتد للخمسينات من القرن الماضي – أي انها سبقت الثورة الإيرانية بحوالي 27 عاماً ومن الإجحاف اختزال نضال الشعب البحريني في الـ7 أشهر الماضية.. في عودة لسؤالك أقول: العالم يبحث عن أعداء، عن " الشرير" كما في الأفلام ليقاومه " الأبطال".. وإيران هي العدو/ الفزاعة الجديدة.. كانت روسيا والشيوعية يوماً وكان تنظيم القاعدة يوماً وكان صدام وأسلحته الكيماوية في مرحلة أخرى والعدو الجديد اليوم إيران..هناك مثل في كينيا يقول: عندما تتصارع الفيلة يدهس العشب.. وشعب البحرين هو العشب الذي يدهس بسبب الصراع الأمريكي – الإيراني.. والسعودي – الإيراني.. لاحظ أن الولايات المتحدة تحاول منذ 4 سنوات إصدار قرار دولي بضرب إيران دون جدوى.. وقد أُريد للبحرين أن تكون الطعم الذي يشجع الغول الإيراني على الاعتداء على جيرانه ليتحرك العالم ضدهم ولكن ظنهم قد خاب.. في النهاية نحن نقرأ المزاج والمؤامرات الدولية ولكننا لسنا جزء منها.. نحن أصحاب حق ونطالب بحقوقنا. هل هناك من يستغل ثورتنا من الجانب الإيراني ؟ بالطبع..هل هناك من يستغل ثورتنا من القوى الدينية المتشددة التي تريد جر المنطقة لتأزييم طائفي؟ بالتأكيد هل هناك من دول الجوار من يريد لنا أن نكون عبره لشعوبه لكي لا تفكر بالثورة حتى في أحلامها ؟ الجواب نعم مجددا العالم يعيش صراعا على مناطق الثروة والنفوذ ويعيد تقسيم نفسه والكل يفكر في استثمار الأحداث لصالحه ولسنا سوى العشب الذي يدهس وسط كل هذا- ولكن هذا لن يغير من حقيقتنا شيء- نحن مواطنون قبلنا بالفساد والاضطهاد والنهب والعنصرية والتمييز سنيا طويلة، وحان الوقت لنقول كفى.. ولن نستطيع ان نفعل شيئا حيال من يستغل ويستثمر ثورتنا وما أكثرهم
و.ج : يحاول النظام البحريني أن يلعب دائما على وتر الطائفية لتقزيم الثورة ووأدها ، فكيف السبيل لنفي صحة هذه المزاعم خاصة في ظل صمت الأغلبية السنية ، حتى وإن كانت مع الثورة ضمنا ؟؟
لميس : إيران دعمت ثورتنا ودعمت أيضا ثورة مصر وكل الثورات العربية -عدا سوريا..ولكن دعمها لنا – دونا عن هؤلاء- استغل لسحقنا وضربنا والتأليب علينا.. المعارضة البحرينية ليست طائفية وليست لها مطالب خاصة بالطائفة، مطالبنا وطنية بنسبة 100% يعم خيرها على كل بحريني ولن يتضرر منها الا المستنفعون من فساد النظام الحالي .. النظام يدافع عن كيانه ووجوده بتشويه ثورتنا ولكننا نراهن على وعي العالم الذي سمع حججا وذرائع بما يكفي ليعلم ان الأنظمة لا تهب شعوبها حقوقهم دون صراع واتهامات
و.ج : هناك من يرفع شعار إسقاط النظام ولكن الجمعيات السياسية المعارضة ترفع شعار المملكة الدستورية .. فمع أي منهم تقفين ؟
لميس : مجدد ا.. انا مع حق الناس في اختيار ما يريدون والوفاق والجمعيات الرسمية المعلنة هي الممثل الحقيقي والشرعي للمعارضة اليوم وقد اعلنت مطالبها واضحة صريحة منذ اليوم الأول.. هناك عشرات البيانات التي تصدر ولا نعرف من وراءها ولا يمكننا ان نزعم انها من يمثل الشارع.. ولكن المطلب في البحرين مازال حكومة منتخبة وبرلمان كامل الصلاحيات وبالمناسبة: ليس هناك تعارض جوهري بين من يطالبون بإسقاط النظام وأولئك الذين يطالبون بالمملكة الدستورية ..
- كيف ؟
- بحصولنا على مطلب المملكة الدستورية سيسقط -تلقائيا- نظام الملكية المطلقة الحالي.. الشعار الذي اختلف حوله وارفضه هو " ارحلوا" فالعائلة الخليفية ليست بضع شخصيات كما هو الحال في مصر أو ليبيا بل هي عائلة ممتدة وجزء من نسيج هذا المجتمع الذي لا يمكن تغييره .
و.ج : وصول صدى الثورة البحرينية للمغرب العربي لم يتم بالطريقة المطلوبة ، ألا ترينا بأن هذه مسئولية قادة الثورة خاصة في الخارج ، الذين يراهنون على الرأي العام الغربي أكثر من الرأي العام العربي ؟؟
لميس: معك حق.. لدينا في الخليج 3 امتدادات إستراتيجية نحن مقصرون فيها: عمقنا التركي.. عمقنا الأفريقي وعمقنا الإسلامي.. ولكن عليك أن تلتمس لنا العذر.. الشعوب العربية ليست شعوبا مستقلة لنطلب منها المدد فهي تكابد أيضاً للحرية والبقاء.. اللجوء لهم أشبه باقتراض فقير من جوعان.! كلنا في الهم سواء وكثير من الاخوه -حتى في الخليج بالمناسبة- معنا ولكنهم لا يستطيعون معارضه موقف حكوماتهم الرسمي بالنتيجة نعرف ان العرب الأحرار معنا ولو لم يصرحوا -تماماً- كما أننا معهم وإن خطفتنا همومنا الشخصية عن التعبير عن ذلك
و.ج : كيف تنظرين إلى مستقبل الثورة برغم كل العوائق ؟
لميس : انا متفائلة.. وعندما ارى مستوى شبابنا ورقيهم وإصرارهم ازداد تفاؤلا.. هناك صيرورة طبيعية للتاريخ وقواعد لن يهزها احد : سينصرنك الله بعد حين ونحن نملك الإيمان والإصرار ومطالبنا مشروعة والنصر حليفنا وان طال طريقنا الوعرّ
و.ج : مؤخرا طرحت إحدى المواقع المستقلة استفتاء لامرأة العام 2011 في البحرين وفزت باللقب ب20 ألف صوت بفرق 8 آلاف أصوات عن اقرب منافس وهي الكاتبة سوسن الشاعر.. ورشحت للتو لجائزة " 2012 Tully Center for Free Speech Award" الدولية.. وتم الاحتفاء بك مؤخرا من قبل الفريدوم هاوس في عيدها الـ70..ماذا يعني لك كل هذا التقدير والتكريم خصوصا انك مستهدفة ومطاردة من قبل النظام الحاكم في بلدك ؟
لميس : يعني لي ولا يعنيني حقا.. جائزتي الحقيقيه وانتصاري الكبير سيكون في اليوم الذي أضع فيه أقف فيه أمام صندوق الاقتراع لأنتخب أول حكومة شعبية بحرينية واقرأ الفاتحة يومها على أرواح الشهداء الذين ضحوا لتكون هذه اللحظة ممكنة.. وحتى ذلك الحين تبدو كل أفراحنا ومنجزاتنا منتقصه.
و.ج : ماهي الكلمة الأخيرة التي تودين أن نختتم بها هذا الحوار ؟
لميس : علي أن أقول أنكم لا تتخيلون عمق الامتنان في البحرين للموقف المشرف لصحيفة الوطن الجزائري وللأخوة الكرام ف الجزائر معنا.. لقد انعكس هذا على الإحساس العام بتضامن الأخوة العرب معنا وهو تضامن نتوق له ونحتاجه ، ولا تستصغروا شأن ما تقومون به فقد قدمتم لنا الكثير وتأكدوا أن ضمائرنا لن تنسى موقفكم وموقف الإشراف حول العالم معنا
Bahrain, a country that feels the world forsake it and ignores its struggle as compared with the rest of the revolutions.
The people of Bahrain are peaceful people living at the mercy of a repressive, corrupt authority. We are the only oil country where more than half of its people live in need, not because we do not have the resources – but because the corruption here created two categories of people – extreme wealth and extreme poor.
The indigenous people of Bahrain lived here before the arrival of the royal family. These – the original inhabitants – suffered more than others of oppression, discrimination and marginalization.
They also requested to change the prime minister, who has governed the country for four decades. During these years he looted so many of the countries resources for himself and his family.
Instead of listening to these demands, the regime suppressed villages and the regions that participated in the protests. Thousands of people were arrested, starved and injured. Lots of martyrs fell, most of them below the age of 16 years.
The peaceful demands were met with repression and abuse not only rejection.
However, the people are determined to continue their struggle to regain their legitimate rights.
The role of women
Women participated alongside men in these protests and were in the front lines. They were not afraid of the bullets and the military.
The martyr Bahia Al-Aradi, was one of the first to be killed in the confrontations. She had remained steadfast and was standing even when the men began to retreat after attacks from the military.
The women were subjected to the worst types of torture and were deployed from work and their reputation and chastity were trashed. This increased their determination to contribute to positive change.
Democracy is what Bahrain wants
When it comes to democracy, we believe that this form of tribal rule has failed. The existence of one family that controls the country and the destiny of its people has become a thing of the past. The era of absolute monarchies has ended since the Middle Ages.
The people of Bahrain are educated and they deserve a democratic government that respects and honors its will. Freedom and justice is all we want .. Is it too much to ask?
لميس ضيف، كاتبة وإعلامية بحرينيّة، تكتب وتُحاضر في الشأن السياسي والوطني ولها مقالات اجتماعية وساخرة لاذعة. استكتبتها عدة صحف خليجية ولها عمود واسع الإنتشار في صحيفة «اليوم» السعودية، في حين نالت شهرة واسعة من خلال برنامجها «ملفات محظورة» الذي تطرّقت فيه لقضايا إجتماعيّة، نسائية، سياسيّة متعدّدة في دول الخليج. حصلت لميس ضيف على عدة جوائز ومنها؛ جائزة أفضل تحقيق صحفي في مهرجان الأيام الدولي سنة 2004، جائزة التميز الصحفي لعام 2008 من قبل مؤتمر المرأة الإقليمي الثاني، كما كرّمها الإتحاد النسائي في يوم المرأة العالمي كأفضل كاتبة بحرينية لعام 2009.
نواعم إلتقت بلميس، التي حضرت إلى بيروت للمشاركة في منتدى المرأة والمستقبل، وقد تحدّثت عن مشاركتها في ندوات المنتدى معلنةً عن سعادتها باللقاء بكوكبة من النساء العربيّات البارزات في مجالات متعدّدة، وهي فخورة بدعوة العرب لبعضهم البعض للمشاركة في الندوات، إذ أنّ الدعم للثورات والتغيير يكون من خلال التشجيع الداخلي والتداول بالقضايا المشتركة، وقد نوّهت بأنّ البحرين هي الدولة الخليجيّة الوحيدة التي قامت بحركات تغيير إجتماعية ولكنّها لتم تحظى بالدعم والإنتشار كباقي الثورات العربيّة، وذلك بسبب تخوّف البعض من المصالح المشتركة بين الدول المنتجة والمصدّرة للنفط.
وفي سؤالٍ حول دعوتها، كممثّل للشعب والشارع البحرينيّ وليس للسلطة قالت: «هذه المرّة الأولى التي تتمّ فيها دعوة أحد الداعين إلى التغيير ممثلاً الشعب لا السلطة، وهذا إن دلّ على شيء، فعلى مساهمة الثورات في تعديل وتغيير المفاهيم السائدة، والخائف اليوم في التعبير عن رأيه أصبح أكثر شجاعةً، وصاحب القيم المزدوجة بدأ يوحّد قيمه، وقد بدأنا نرى الحق والحقيقة، وأنا مؤمنة أنّه وبعد سنوات سنصل إلى التغيير الذي نطمح إليه من خلال الربيع العربي».
في سياق الحديث عن الربيع العربيّ، سألنا ضيف عن «ربيع المرأة العربيّة»، وكان ردّها بأنّ الحقوق في العديد من الدول، وفي أوقات الحرب والثورات، هي معدومة للرجل والمرأة، وتكون أشد إنعداماً لدى المرأة، أمّا في أوقات السلم فنتحدث دائماً عن حقوق المرأة المهدورة، وربيع المرأة هو جزءٌ لا يتجزّأ من الربيع العربيّ، وهناك نضال وسعي إلى للحصول على هذه الحقوق. وفيما يتعلّق بمفهوم العالم العربيّ المثاليّ، علّقت لميس ضيف قائلة «كارل ماركس تحدّث في كتابٍ له عن آنية الثورة، وقال أنّه وفي فترات متباعدة تهبّ ثورات لتغيّر في خارطة العالم، وها نحن اليوم نعيش آنية الثورة التي تحرّرنا من الإقطاعيّات وتنقلنا إلى دولة مؤسسات والغد أجمل بإذن الله».
حول أوضاع المرأة الخليجيّة ولا سيّما البحرينيّة وموقفها من الثورة، علّقت ضيف قائلة «إن الرأة الخليجية بذكائها وثقافتها وإدراكها يمكن أن تحدث وتقود ثورةً لو أرادت. ولطالما كانت المرأة البحرينيّة في الصفوف الأمامية للثورة، وفي وقتٍ إبتعد فيه الرجال وفضلوا التراجع، أقدمت وتابعت، ولا بدّ أن نتذكّر شهيدة البحرين الأولى بهية العرادي التي دفعت حياتها ثمناً لشجاعتها وثورتها، وهي مثال المرأة البحرينيّة التي تشارك في الثورات والحركات الإجتماعيّة».
ومن خلال نواعم، توجّهت لميس ضيف برسالة إلى جميع النساء الخليجيّات، قالت فيها «لا تتمرّدي على دور الضحية، نحن اليوم الأغلبية العددية إلى متى ستبقين على الهامش؟ المرأة الخليجيّة تصنع الثورة، وحان الوقت أن نكون مكان الرجل ونقود الثورة ودولنا نحو ربيعٍ عربيّ ومستقبل أفضل».
Lamees Dhaif (Bahrain)
Follow on Twitter: @LameesDhaif
"I come from a country where a mother burned herself because her son was repeatedly tortured," Lamees Dhaif, a 32-year-old journalist, resolutely proclaims. "I come from a country where protests happen every day, but no one talks about it. We are the women of the forgotten revolution."
Dhaif is from Bahrain, a tiny island nation between Saudi Arabia and Iran where the United States bases the Navy's Fifth Fleet and where the Shiite majority has frequently protested its political and economic marginalization by the ruling Khalifa dynasty, which is Sunni.
When the Arab Spring broke out, the Shiites, with some Sunni allies, took to the streets in huge numbers, demanding a representative and constitutional democracy. Dhaif, a vocal supporter of the protests, left the country in March 2011 after several death threats against herself and her family.
"Women are punished doubly for speaking out-- one time as a rebel, the other as traitor. If you protest, you're called a prostitute. They used to censor my words, but I don't care," she laughs. She says the number of her followers on Twitter (almost 60,000) exceed the circulation of almost all Bahraini newspapers. "They can stop some now from telling stories, but they can't stop us forever."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق