الأربعاء، فبراير 26

كلاشينكوف البندر.. وأولاد الستين في سبعين ..


----------------
بقلم : لميس ضيف

قررت السعودية منتصف التسعينات الاستعانة بشركة فرنسية عصرية لإيجاد حل لزحام الحرم المكي الذي أفضي لموت عدد من الحجاج آنذاك. فالاستفادة من خبرات الملحدين والكفرة لمساعدة المؤمنين البررة كان ضرورة لمواجهة زيادة لا تقل عن 8% سنويا لملايين تتقاطر من كل ركن في الأرض.

جاءت الشركة الفرنسية ومضت سريعا لتصيغ الـ , proposal وتعود للعربان بعرض.

ولأنهم شقر وحمر ، بل وفرنسيون ولكنتهم مندوحة الحسن ، مد لهم الطرف السعودي الحبل دون تدخلات لتعود لهم الشركة بمخرج إستراتيجي فات على أجلاف العرب الفوضويين ، يتلخص في ضرورة تقسيم موسم الحج لأربعة مواسم على مدار العام عوضا عن تكديس الحجيج في شهر واحد .!!

هي واقعة روها لنا معلمنا د.صلاح ، وهو بروفيسور إعلام وعلاقات العامة قضى ردحا من عمره في الرياض ليقول:

"ما تشتروش كل حاجة بيقولها الخواجات.. هما بيفهموا -أي نعم - بس ما بيفهومش فينا زينا، وإحنا مش عبط زي ما بيشوفونا "

****

تذكرت د.صلاح ، الذي سأفترض أنه توفي وأترحم عليه ، وأنا أتابع ندوة د.صلاح بلندن ، كنت بين الحاضرين عندما سأله أحد الأخوة عما كان ليفعله لو كان زعيما للمعارضة البحرينية فأجاب : " أنا من قبيلة محاربة وسأحمل الكلاشنكوف.."

ما قاله أخترق أسماع البعض كسيمفونية مهيبة لكارل أورف، فالبعض يطرب من سماع أن العنف والتصادم هو الحل ، وأن القضاء على النظام معركة بقاء، ويصفقون لمن يشيطن العائلة الحاكمة بالجملة ويصفهم بأنهم أولاد ستين في سبعين.. لكني - بصراحة- ضحكت حتى بان ضرس العقل ، ربما لأني تخيلت قياداتنا بكلاشنكوف ، والدبابة التي تملكها شقيقتي ، أو الأسلحة التي قالت سميرة رجب – دام خدرها- أننا ندفنها تحت المأتم.. كدت أن أقول لد.البندر – مع احترامي- لا نملك الأطراف المترامية التي تملكها السودان لنهرب ما نريد، ولا الجبال ولا البراري لنتحصن بها ، وخلافا للسودان التي سمعت مؤخرا تصريحا لعمدة مدينة بور يتحدث عن دفن 500 جثه خلال أسبوعين فقط ، في مدينته وحدها ، قتل 50 شخصا دفعة واحدة كفيل بأن يلكم بلدنا ويشلها لأشهر ..

لكني لم أقل ذلك ، ببساطة لأنه حر في رأيه ولم أتوقع أن يشغل كلامه البحرين لأيام

*****

وفي معرض الدفاع عن مواقفه قال لاحقا وأقتبس : أن السلاح موجود داخل البحرين والكوادر المدربة موجودة والقيادات موجودة والخطة موجودة .. وهي أقوال يرددها النظام ونعرف – نحن- بأنها عارية من الصحة ، ولو كان السلاح موجودا لفقد أحدهم صبره يوما ودفن غضبه في رصاصة توجه لصدر من جعلوا قرى البحرين سبايا لمرتزقة الشرق والغرب !!

نقول هذا مجاراة لما يُقال لا أكثر ، مع أيمانا بأن كل شعب عربي لجأ للسلاح ضيع قضيته ، وصار – وهو يسعى للتحرر- عبدا لمن سلحه.

*****

بالمناسبة : قبل يومين أنتشر فيديو لعسكري يتحدث عن مقابر جماعية واغتصابات في الكويت ، ضرب بقبضته على الطاولة وحلف وتحدى وسيصدقه الكثيرون – إلا- الكويتيون الذين يعرفون شعاب بلدهم.. هكذا هو الفضاء المفتوح اليوم: يحمل لك معلومات لا تُحصى – وحدك- المعني بغربلتها.

إلى ذلك لست مع من يطعنون في نوايا الرجل ، موقفه ومنطلقاته ، ولا أراه مندسا بل مجروحا ممن ظن أنه منهم محل هارون فخذلوه ، ولا أدل على الغضب الذي يتمظهر بالثقة والرزانة من مناداته لعدد منهم بأسماء أمهاتهم وهو ما لا يُقال إلا لأبناء البغايا وذلك في ذاته فُحش في الخصومة لا نفهمه ولا نقبله..

لذلك.. يا د.صلاح " ولا تتراجع عن عزيمتك لي بسبب هذا المقال" ولكن خذ بذورك وأنثرها في غير هذه الأرض فنحن .. لا نريد صبارا..

٢٥-فبراير-٢٠١٤

ليست هناك تعليقات: