السبت، يناير 18

الوفاق.. ولي العهد .. " وحمارة القايله "
 
* قيل لي: أينك عن ما حدث في البحرين ؟!
وماذا حدث في البحرين ؟ قلت مستفهمةً ..
* لقاء ولي العهد بالمعارضة، الدنيا " مقلوبة"..
سألت : هل أعلنت الجمعيات عزمها على المشاركة في الانتخابات النيابية وتجسرت العلاقات وطاح الحطب على رأس الثورة " ودار دره ودار ما درى" ؟
قيل لي " لا "
 
فقلت:
يعني لم تضل المعارضة بعد..
أقرر النظام وضع خطة زمنية للتحول ديمقراطي وإجراء تعديلات دستورية وإطلاق سراح الأبرياء ؟
قيل لي " لا "
 فقلت : يعني لم يهتدي النظام بعد..!
إذن لم " ينقلب " في الدنيا شيء ولست " خارج التغطية " كما خشيت..
******
 
كنت أشاكس اللبنانيين دوما وأقول:
لبنان أصغر من الكويت بكثير، هي – بسكانها- لا تصل لتعداد وحجم " شبرا" ، بل أن مدينة حمص تبلغ مساحتها ضعفي لبنان بأسرها ومع ذلك ، ورغم ذلك ، بها ضوضاء تغرق قارة !!
ومن يتتبع أعلامهم ونقاشاتهم – ولا يعرفهم- لربما ظن بأنهم بحجم الصين وتلاون الهند !
وشاء الله أن نُعاب بما عبنا به غيرنا.. فالبحرين التي لا يربو عدد سكانها للـ 800 ألف ولا تكاد تبين في الأطلس تتربع على بركان جدل . ولا تمر مناسبة، ولا تصريح دون أن تنهمر شلالات الكلام الذي يطغى غثة على سمينة.. روايات وتحليلات تظن أن مطلقها توسط مجالسهم - بل وعاث في ضميرهم - وأخبار وتسريبات يُثبت الوقت كذبها ، وتخويف – متواصل- للناس من أن " طبخة ما" تسبك من ورائهم وسيأكلونها "غصبا عنهم".. وأن " حمارة القايلة " ستنقض علينا إن خرجنا من الدار التي اتخذناها مسكنا.. وينشغل الناس بهذه " الخبرية" وتلك " الخرافة " ونخرج بتوتر وتشتت وجعجعة كثيرة .. بلا طحين !
*****
 
لا نستخف بأهمية اللقاء ، ولا نراه رغم ذاك حدثا كبيرا، بيد أنه على الأقل – أخرجنا بملاحظتين :
أولها أن المعارضة والنظام " يدوسان على نفسهما" كثيرا في سبيل مراضاة المجتمع الدولي ، المتأمل لوجوه المجتمعين يظن أنهم في صوان عزاء !  وفيما خلا السيد مجيد العلوي الوزير السابق الذي بدا بنصف ابتسامة - كانت لغة جسد الحضور توحي بأن المفاتيح لازالت ضائعة، والشق أكبر من الرقعة بكثير  ..
ثانيهما : هناك توافق غير منطوق بين المعارضة الراديكالية أو الإسقاطية - أو سمها ما تشاء- وبين المولاة الراديكالية والإقصائية ، كلاهما انتفضا اللقاء وطلائعه وقيل في العلن معشار ما قيل في الخفاء من قدح وتهويل للحدث..
فالمعارضة الإسقاطية ترفض أي حل دون إسقاط النظام ، ورأت اللقاء مصادقة على بقاء من ينتظرون زواله وذهب بعضهم لتشبيه جلوس المعارضة مع النظام بحوار الفلسطينيين والإسرائيليين ..
على الضفة الأخرى لا ترى الموالاة الاقصائية أن المعارضة يجب أن تُسمع - ناهيك أن يُعترف بها من القيادة كنّد – فمكان هؤلاء في قاموسهم السجن ، والمقصلة برقابهم أولى ، ولن تستقر البلاد في عقلهم الثاوي إلا بتصفية المعارضة وتهميشها وكسر شوكتها ..
بالنتيجة أتفق طرفي النقيض على رفض الحوار ومقدماته وساقيه وشاربه ، فالحوار رديف الوصول لمنطقة وسطى وهي غير مقبولة عندهم : فأما النصر المؤزر أو.. ليبقى الحال على ما هو عليه..
 
 
على كل حال لا توجد غيوم في سماء البحرين السياسية توحي بمطر، كل ما هو موجود لقلقات لسان ، مزايدات ، كلام ونقاشات تنسخها أخبار الغد ، والخوف – كل الخوف- أن نتحول لواحدة من تلك الدول التي تمني قدراتها على السجال على حساب العمل وتمتهن المناكفة على حساب التفكير لكن لا تبتئسوا ..
عصر المعجزات لم ينتهي بعد وكل يوم يحمل للأحياء المعاجز.. كل ما علينا فعله – حتى إذنً- أن لا نفقد صوابنا وهو تحدي حقيقي وسط واقعنا هذا..  
******
 
 

ليست هناك تعليقات: