الجمعة، يوليو 25

لميس ضيف تكتب لفلسطين :



عارنا .. الأليم ..

(1)  

في تلك السنين ..
كنا نصطف في طابور الصباح كالعساكر ..
نردد النشيد الوطني ..
نسترق ضحكات حلو كالسكاكر ..
بلا مبالاة ؛ تخترق خطب الصباح آذاننا ..
كغبار عابر ..
لكننا ..
كنا نخجل عندما يخطبون فينا عن فلسطين ..
يطلبون التبرعات منا ..
 فنسلمهم مصروفنا باليمين
ونتمنى ..
نتوقع ..
أن الكيس الذي أمتلئ بالدراهم سيكفى لإطعام قرية ..
أو لبناء مدرسة هدمها المستعمرين ..

ياااه كم كنا ساذجين ..!

(2)

لم نسمع وقتها " بفتح " و " حماس "
ولم نكن نعرف من سياسيي فلسطين إلا ياسر عرفات ..
وكنا نسميهم " أبطال الحجارة " ..
أطفالا كنا بربع عقل ..
وربع وعي ..
لكن قلوبنا كانت كبيرة ودمائنا غيورة ..
كنا نبكي لأطفال تيتموا بعد يتم ..
وماتوا وهم ليسوا بميتين ..

(3)

كانت الأخبار تُبث في الثامنة كل ليلة ..
ولم يكن لدينا سوى صحيفة صباحية ..
 مذياع للظهر ..
ونشرة أخبار مسائية ..

كانت أخبار القدس ومحنتها على رأس قائمة كل نشرة ..
اليوم هناك ألف ماخور يسمي نفسه أداة اعلامية ..
وألف نشرة ..
ومليار صفحة فيسبوك، ولتوزيع الأنباء هناك ألف دبره وفكرة ..
لكن القدس ما عادت على رأس قائمة أي شيء..

.. ألا يُثير هذا الغيظ والحسرة

****

(4)

كنا نلوم الحكومات كثيرا :
حركوا جيوشكم يا أفاضل ..
المدافع لم تُصنع لإعلان الافطار بل لدعم من يناضل !!

كنا نلومهم :
أين جهادكم في أرضنا المحتلة !!

أين عروبتكم وشهامتكم ومال حروفكم مكسورة وضمائركم معتلة ..

فجاد علينا الزمان بجماعات مبادئها.. مختلة
تسفك الدم في كل أرض ..
تعلن الجهاد في كل زاوية .. ومسجد وكنيسة ومحله ..
تفجر الأشلاء وتمارس فحش القسوة على أجساد المسلمين وظهرها للقدس ..
وجهادها ضد الصهاينة مؤجل ..
وعينها على فرقاء الأمة "قوية " ومع الغرب مكحلة بالمذلة ..
لا أعرف بلدا تستحق الجهاد فيها أكثر من فلسطين ..

ولا اعرف لماذا تغل عن حمايتها .. " أيدي المجاهدين "..

(5)

ماذا بقى من فلسطين ؟

كومة ندم ..
كثير من الألم ..
ورياح حنين ..!

ماذا بقى من فلسطين ؟
سوى جروح الغدر ..
بكاء الثكلى ..
وخذلان المسلمين ..

ماذا بقى من فلسطين ؟
قبلتنا الأولى هذه يا دجالين ..!!

ضاعت فلسطين ..

كانت الأنظمة تدير لها ظهرها قبل سنين،
 أما اليوم فحتى الشعوب صارت متحجرة تجاهها وستطاردهم لعنتها.. ليوم الدين ..

(6)

ماذا بقى من فلسطين ؟
غير صرخات الاستغاثة
ورائحة القهر في مخيمات اللاجئين ..
تبا لنا ..
فلسطين كانت قضيتنا ..
وهي اليوم شاهد على عارنا المشين ..

٢٥ يوليو ٢٠١٤

ليست هناك تعليقات: