الثلاثاء، فبراير 26

قباقب البحرين..

  

 قباقب البحرين ..

ألم تسألوا أنفسكم يوماً لماذا لا يهرب السلطعون ، الذي نسميه بلهجتنا الخليجيه " القبقب " ، من دلاء الصيادين ؟
القبقب كائن برمائي ، لا يفقد حياته بعد مفارقة الماء، يملك مخالباً ومظهراً شرس ورغم ذاك لا يهاب الصياد هروبه أو تمرده فيُترك في في دلاء وأحواض مفتوحة .. أوتعلمون لم ؟
لأن للقباقب ميزة " إنهزامية " فريدة ..
فرغم أن الحوض، يكون مشرعاً للهروب إلا أنهم لا يحاولون.. الهرب..!!
ولو حاول " قبقب أبضاي" التسلق للأعلى فإن باقي القباقب يمدون مخالبهم ويتشبثون بأطرافه ويسحبونه - هم - إلى الأسفل !!
لذا لا يكلف الصياد نفسه عناء تغطيته الدلو أو الحاوية.. فالقباقب تمنع بعضها البعض من " العصيان"..
فالقبقب " الطبيعي " لا يرفض النجاة بحيانه فحسب.. بل ويرفض فطريا أن " يتحرر" فرد من فصيله أيضا..!!
****
القبقب.. مظهر شرس " ع الفاضي"
لا يلومنّني الموالون إن أسميتهم " قباقب "..
فكلنا ضحايا لأنظمة - لم نخترها ولم ننتخبها- أستعبدتنا وقد ولدنا أحرارا  ، فُرضت علينا فوقية العائلات الحاكمة وكأنهم خلقوا من " كريم كراميل" لا من طين لازب مثلنا .. ولكننا –أقلُها - نأنف هذا الإستكبار والطغيان ونقاومه طمعاً في واقع أفضل ، أما موالوا الأنظمة فيأنفون الحرية والإستقلالية والمساواة ، وفيما نخرج نحن في تظاهرات لنطالب بتداول السلطة والعدالة والحريات .. يخرجون هم في تظاهرات ليرفضوا أي تحول يجعلهم مواطنون لا رعايا ، رؤوس لا ذيول ..!!
على مدار سنوات سمعت شخصيات من صفوفهم تتذمر وتهاجم الفساد الضارب في العظم ، يشخصون المشكلة – مثلنا- ويرون ما نراه من إعوجاج – مثلنا- لكن خطانا تتنافر عندما نقترب من الحل ..
فهم يعترفون بالفساد دون المطالبة بإقصاء " المفسدين"
ويقرون بالتقصير ولا يرضون معاقبة" المقصرين" ،
وهم يرون الأستجداء الوسيلة الأوحد لمشاكل البلاد..  فيما نرى أننا استنفذنا عبر السنوات جهدنا في المطالب وحان الوقت لنصعد ونكشر عن أنيابنا ..
****

الحكومة لا تكتفي بحجم قباقبها فتستورد قباقب أسيوية أحيانا (: 
  
*****


في تجمعهم الأخير في 21 فبراير ..
وقف " قباقب البحرين" على المنبر يزأرون بشجاعة وكأنهم حرروا فيتنام ..!!
في تجمعهم الذي رعته "الحكومة"،
ومولته "الحكومة" ،
وسوقت له أقلام "الحكومة" ،
وأصدرت لعيونه " الحكومة " تعليمات لوزارتها ومؤسستها لتدفع الموظفين دفعا للحضور،
وقفوا بسماجة طفل يتحامى بأمه ليتكلموا ككيان " مستقل"مهاجمين من سولت له نفسه أن يطالب بواقع مختلف للبلاد التي نخر فيها الفساد..
ولرفع العتب، وتمويه غرض التجمع قالوا بضع كلمات إستجداء لزيادة الرواتب..


الطريف أن الفهود الذين هاجموا المعارضة الوطنية بلغة "هتلريه" تحولوا فور الإقتراب من الحكومة " لسنانير" !
فهؤلاء جبّلوا على مخاطبة الحكومة وهم جاثون على ركبهم.. بلغة تسولية شيفونيه تثير الغثيان..
****
وللأمانة التاريخية موالوا البحرين ضحايا عناصر ثلاث :
·         أولها أن النظام " أحتكر" إرادتهم "بحكر" العمل العسكري عليهم..
فأبجديات العمل العسكري تفرض على الفرد التراتبية والطاعة المطلقة ومبدأ " نفذ ثم أسأل"..
برنادشو كان يقول " 9 من 10 جنود ولدوا أغبياء "
ليسوا بأغبياء جينيا بالطبع ولكن..
كما أن عمل الصحفي يفرض عليه الشك ، وعمل الكهربائي يفرض علية الحذر ، فكذا يفرض عمل العسكري عليه تعطيل عقله والتعامل بإذعان تام مع مرؤوسية.
·         أما الثاني فهو " وهم " أنهم كفئة مستنفعه سيضارون لو تغير الوضع.. ونراه "وهماً " لأنهم ضحايا فساد الطغمة الحاكمة - كالجميع تماماً- أضف لهذا خرافة أن إيران ستستولي على البحرين مصداقاً لفوبيا رسخها النظام في أذهان العوام على شاكلة تخويف الأطفال من " أم حمار" كي لا يخرجوا في الظهيرة !
أما العامل الثالث : فهو حب فطري للسيد ، يشبه حب الخادم لمخدومه الفظ الذي قضى في كنفه 30 سنة..!!
 يعرف الخادم سوءات سيده - جيدا- ولكنه جُبّل على حبه، رغم أنه طعامه ومآواه حقه وأقل من حقه المستحق على عمله ، إلا أن عقليه العبد ترى في أجره الهزيل أحياناً عطاء من سيده يستوجب الوفاء !
بلى بلى .. كي لا ننسى ،عاملاً فعالاً آخر :
أن هناك طابورا من الفتاوى الدينية تمنع " القباقب" من الثورة على حكامهم !!
****
عبد العزيز أبل ، عبد الله هاشم ، سلمان صقر الخليفة ، وغيرهم عناصر من الفئة الموالية حاولت في فترة ما التنصل من قيد عبودية السلطة ولكن باقي القباقب سحبوها للأسفل..
وليسأل بعضكم أحرارهم كأسامة التميمي ومحمد البوفلاسه ومنيرة فخرو وأبراهيم شريف وغيرهم ليعي أن ما نالهم من أذى "القباقب" أشد قسوةً مما نالهم من السلطة ذاتها ..
****
لا تفهموا من كلامي أني أكره القباقب بالعكس، أحبهم خصوصا مع الموتزوريلا (:
نفهم الموالين ونحاول أن نلتمس لجبنهم وتخاذلهم ألف عذر ولكن ما يستعصي على فهمنا خطابهم العنتري وهم مجرد جسور لرغبات الحكم ومزمار ينفخ فيه لحنه النشاز !!
رسالة " أخوية " لهم :
إن كنتم تهابون بناء واقع أفضل خشية الطين وهجير الشمس – فأقلها- لا ترمونا بالحجارة ونحن نبني..!
إن كنتم لا تجدون في أنفسكم الجلّد للزراعة ، فلا تمنعوا الريفيين من زراعة شجر ستستظلون – أنتم- به وستقطفون ثماره ..
بعد عقود معدودة من الآن لن تكون هناك ملكيات .. وسيكون الجميع احرارا يختارون حكوماتهم – بل وحاكمهم- وقتها سيدرسُ احفادكم في كتب التاريخ عن الموالين اللؤماء الوشاه الذين تآمروا على المناظلين الشرفاء ونثروا الملح على جراحهم وصفقوا لتعذيبهم وقتلهم وتجويعهم مقابل حفنة من المكاسب ..
سيفتحون أعينهم مدهوشين من كيان مارق أسمة الفاتح تشّكل لحماية الحكم القبلي ورفض حكومة منتخبة من الشعب ، تنهض بالشعب..
هذا..  ستذكركم كتب الأحياء كأكبر تجمع بشري للقباقب !
 *****

ليست هناك تعليقات: