الاثنين، أغسطس 6

الشيخ عبد الله بن محمد آل خليفة أول في أول لقاءاته وأجرأ خطواته ..



إن كنا – نحنُ- أبناء عمومتهم مظلومون .. فما بالكم بالشعب !!
يكفينا أن هناك "ملك معلن" و"ملك في الخفاء" وهذه لعمري أكبر المصائب .. 
هناك معارضة ترتب صفوفها داخل العائلة الخليفية وسنتخذ خطوات تصعيدية.. في الوقت المناسب.

التقته : لميس ضيف

شخصيةٌ غامضة اقتحمت سماء الحراك البحريني واختطفت اهتمام المتابعين الذين انقسموا بين مشكك وداعم لتوجهات الشيخ الثلاثيني الذي عرف نفسه على أنه " حفيد الشيخ عبد الله آل خليفة الفاتح" حاكم البحرين الأول وطرح نفسه كمعارض لسياسة العائلة الحاكمة في البحرين رغم انتسابه لها ..
على مدار أشهر تابعته من بُعد في محاولة لرصد طرحه وقراءة ما ورائه وتوجهت بالسؤال لبعض الأخوة في الرفاع " حيث يتموضع الشيوخ ومواليهم " طالبةً ما تيسّر من معلومات عنه فوجدته شبحاً لم يقابله –شخصيا- أحدٌ !! كُتبت مواضيع عنه – نعم - ولكنه لم يظهر في أي لقاء !! ومع تزايد عدد متابعيه " ناهزوا الـ50 ألفاً في ظرف أشهر " زادت هالة الغموض حوله بل وشكك البعض في كونه شخصية واقعية ورجحوا بأنه شخصية خيالية تنتحل صفة أحد أفراد الأسرة، وفي الأسابيع الماضية ظهرت تقارير جديدة تكشف تغريدات قديمة يتهجم فيها بشراسة على المعارضة ويمطرهم بالتخوين والتسقيط الذي بات لغةٌ كل الموالين لأنظمتهم ..
بالمفاد.. تزايدت علامات الاستفهام حوله ، فقررت أن أتوجه له بحثاً عن إجابات لأسئلتي المعلقة في لقاء يتطرق لمستويين : أولهما شخصي متعلق به والثاني متعلق برؤيته لأزمة البلاد فكان لي معه هذا اللقاء الذي لا أستطيع إلا أن أصفه " بالصادم" والذي – إن صدّق ما ذُكر في طياته – فنحن مقبلون على مفاجئات ومنعطفات .. لا يمكن التنبؤ بها .. 
*****
نحن من رأس الحكم واسألوا الشيخة مي عن تاريخنا



بادرته بالسؤال:
·        هل أنت من العائلة الخليفية حقاً ؟
سألته مباشرة فأجاب باستنكار بلكنة بدوية  :

من العائلة الخليفية !! حّنا من رأس الحكم ، احنا ابناء الشيخ عبد الله بن احمد الفاتح اللي حكم البحرين لأكثر من عقدين وسطر التاريخ ذكراه واسألوا الشيخه مي الخليفة وزيرة الثقافة عنه فقد أرخت تاريخه ومنجزاته ..
·        لقبك في الهوية الخليفه أو آل خليفه ؟
" آل خليفة طبعاً " جاوب وقد بدا عليه الانزعاج

·        سأطلب منك طلباً غير تقليدي - وأعذر فظاظتي- أريد أن أرى نسخة من جوازك او بطاقة الهوية لو.. سمحت
فاجأته بطلبي ففاجئني بدقيقة صمت غاضبه ظننت أنه سيُغلي مشروع اللقاء بعدها بيد أنه قال
:
-       حسناً.. ولكنها ليست للنشر بل لإطلاعك الشخصي ..

·        أطمئن .. أردفت وأنا أتنفس الصعداء
وصلتني الصورة وكما زعم تماماً ، أسمه عبد الله بن محمد آل خليفة ، وكانت المفاجأة الأولى أنه يحمل جنسية دولة خليجية أخرى !!
كيف ولماذا ؟ سألت مستفسرة
-       لقد خرجنا من البحرين قبل تسعين عاماً بعد خلافات اسرية عصفت بأسرة الحكم .. فأبناء الشيخ عبد الله بن احمد ، الذين كان الحكم في أيديهم آنذاك ، رفضوا فرض الضرائب على البحرينيين من قبل البريطانيين فيما رحب بذلك عيال عمنا سلمان بن حمد لذا تم الانقلاب علينا بالاتفاق مع البريطانيين الذين نصبوهم حكاماً وخرجنا من يومها وتبعثرنا بين دول الخليج وما أقول مذكور وموثق ولا تملك العائلة نكرانه .

·        ولكن ما أعرفه عن هذه الحقبة المغيبة عن تاريخ البحرين أمر آخر وهو أن جدكم عبد الله بن أحمد - وبعد قتله لرحمة الجلاهمة الذي نازعه الملك- حاول توسعة حكمه فوصل لسيهات ودحره آل سعود .
-       هذا قيل ولكنه غير ثابت لدينا وللعلم كان من المألوف آنذاك أن يوطد الحكام ملكهم ويحالون توسعته ولكن هذا لم يكن السبب الأساس لخسارتنا للحكم لصالح أبناء عمومتنا ..
·        صحيح ، فما حدث كان التالي : أنشق على جدكم الشيخ عبد الله الفاتح أبناءه من زوجته الثانية " التي تنحدر من عائلة البنعلي" وحاولوا سلب الحكم ولما فشلوا هربوا لقطر فأرسل جدكم الفاتح أبن أخيه " محمد بن خليفة بن سلمان" ليكبح جماح أبناءه لكن الأخير طمع بالحكم لما فتآمر على عمه – جدكم أعني – وحاصره في المحرق حتى أخرجه ونزح للكويت ومنها لنجد حيث مات مريضاً طريداً ..
قلت مجازفةً باستفزازه ولكنه علق بحذّر :

-       هو جزء من التاريخ لا يمكننا الجزم بحيثياته، وكما كتبتي أنت ذات يوم " سلطة العائلة الحاكمة حالت دون تدوين تاريخ البحرين بشكل لائق" أما الواقع الذي نعيشه ونُيقن حقيقته هو أننا نعاني من 90 سنة من الاضطهاد رغم أننا أبناء عمومتهم والأقرب نسباً لهم ممن هم حولهم الآن ، وقد حرمنا من كل حقوقنا بما فيها حق المواطنة ! وتفرقنا بين ربوع الخليج واستخدمت العائلة - عائلتنا نحن - اقصى قوتها للتضييق علينا نحن أهلهم الذين توزعنا بين الكويت وقطر والسعودية " وتمركزت النسبة الاكبر منا في قطر".. والمرير في الأمر أن توصياتهم لأصدقائهم في الخليج موجهةٌ لقمعنا كأسرة لكي لا تقوم لنا قائمة ولا تكون لنا سلطة أو كيان وأشيد في هذا الصعيد هنا بدولة قطر التي كرمت فرع عائلتنا الذين نزحوا لها وهم يتبوءون مناصب عالية هناك كما ترون ..

·        لماذا لا تذهب لقطر إذن ؟
-       نشأت وتربيت في في دولة خليجية " أخرى" تحت كنف أخوالي، استقريتُ هنا وتجارتي وأعمالي هنا فلا تحملوا إشادتي بقطر أكثر مما تحتمل " وضحك "
·        والدتك خليجية ؟
لا هي من العائلة الخليفيه أيضاً وكلنا نعاني من ظلم بيّن . هل سمعتم بأبناء لا يرثون أبيهم ؟
هذا واقع عشناه فأملاك جدي الشيخ عبد الله صُفيت وصُودرت ولم نحصل نحن ، ورثته الشرعيين ، على أي شيء منها !
فهل هناك جور وظلم أكبر من هذا !
علماً بأن الديوان الملكي يصرف لنا مستحقات مزرية كل 3 أشهر في حين ينعم سوانا بمستحقات تصل لعشرات الآلاف شهرياً .. وهنا أسأل : عائلة واحدة يستلم فرد فيها 200 دينار وفيما يتسلم آخر 20 ألفاً أو يزيد شهرياً !! هذه التفرقة لا تطالنا نحن فحسب بالمناسبة بل تطال أبناء العائلة في الداخل ولكنهم يعانون الأمرين بصمت ..

·        دعني استوضح أمراً : الديوان الملكي "البحريني" يجحدكم حق الجنسية البحرينية في الوقت الذي يصرف لكم فيه مستحقات في اعتراف صريح منهم بكم !!
-       غصبا عنهم يعترفون بنا – قالها بانفعال وكررها أكثر من مرة  - نحن ابناء العائلة ومن رأس الحكم وكانت أسمائنا في شجرة العائلة لعشرات السنين حتى قام وزير الديوان الملكي بإلغاء اسماءنا قبل 3 سنوات فقط في تجاوز كبير -لا يُغتفر ولا يبرر- فكيف تحتفظ باسم الأب وتُلغي ذريته !!

أتهمونا بالسعي للحكم لأننا شكوناهم لمجلس التعاون في الثمانينات ..

·        كم شخصاً أنتم تحديداً ؟ وما هي الذريعة التي ساقوها لحذف اسمائكم مؤخراً من شجرة العائلة ؟
-       أما عددنا فتجاوز الالف بين رجال ونساء وأطفال .. وأما السبب الذي ساقوه لشطبنا فكان اننا نريد الانقلاب على الحكم وهذا عارً تماماً من الصحة ، طالبنا بحقوقنا لا اكثر ، والحادثة التي جعلتهم ينقمون منا لهذه الدرجة هي حقيقة أننا احتكمنا لمجلس التعاون الخليجي في الثمانينات حول خلافنا معهم حيث تقدم 200 شيخ من كبار العائلة بشكوى حول حقوقنا المسلوبة في أرث جدنا وسواه ولم نجد من يحل خلافنا معهم !

·        اكثر من الف فرد من العائلة الخليفيه مشردين بين دول الخليج ! معقول !!
·        نعم ولم نتمكن من الاحتجاج فوزير الديوان " الآمر الناهي في البلاد " يحول بيننا وبين الوصول للملك ! في عهد الأمير الشيخ عيسى بن سلمان – طيب الله ثراه - كان بابه مفتوحاً وكنا نقابله باستمرار أم في عهد أبنه " الملك " فالأبواب مغلقة حتى على أبناء أسرته ، فما بالكم بعوام الشعب !! ونحن نقول للملك " خيركم خيركم لأهله " - كما ورد عن النبي (ص) - فما بال أبوابك موصدة إلا على خواصك وصحبك !! أنت راعً ومسئول عن رعيتك ، والبلاد تضيع وأنت تتفرج ، وعن نفسنا صمتنا طويلاً ولكن زمن الصمت ولى !

·        أنا مندهشة ! كيف لم نسمع بأمركم يوماً ؟ ولا بأمر شكواكم لمجلس التعاون ؟

-       اختي نحن نعاني من القمع .. الكلام قد يعني نهايتنا ..
أتعرفين عاقبة من ينشق عن أسرة حكم قبليه ؟
 أو من يُفشي بالظلم الذي تعرض له على أيديهم ؟
كل العائلات الحاكمة في الخليج تعاني من خلافات ولكن المشكلات في البحرين أعمق وأكثر تشعباً وتعقيداً .. يكفينا بأن هناك "ملك معلن" وهو الشيخ حمد بن عيسى و"ملك في الخفاء" وهو خالد بن أحمد وهذه لعمري أكبر المصائب ..

·        أتعني أن سلطة وزير الديوان اكبر من سلطة رئيس الوزراء ؟
-       طبعاً الشيخ خالد بن احمد يوجه الوزراء " بالهاتف" وتعليماته تعلوا على كل ما عداها وقد رأيت وسمعت بنفسي وواثق مما اقول .
·        أتبرأ رئيس الوزراء مما يجري في البلاد ؟
-       لا ابرأه .. هو مسئول في حكومته بالطبع وقد طالبت منذ الاشهر الأولى بتعيين مجلس منتخب وحكومة جديدة ورئيس وزراء جديد من الأسرة الحاكمة فمنصب رئيس الوزراء ليس منصباً ثابتاً لكي لا يُمس وحان وقت التغيير ، مع احترامنا بالطبع لسن ومقام الشيخ خليفة بن سلمان فهو بمثابة الوالد لكل من في العائلة ولكن الحق يقال ووقت التغيير لحكومة شعبية او انتقالية قد أزف ..

هناك تيار معارضة يتكون الآن في العائلة الخليفيه ..

·        .. ولم الآن ؟ لم علا صوتكم واطليتم برؤوسكم بعد ان دفنتموها طوال هذه السنين ؟
قلت وقد خبا صوتي وكأني أفكر بصوت عالً
-       كنا صامتين على ما يجري علينا ونرى في نهاية النفق نور ونردد " هؤلاء أبناء عمومتنا ولن نسيء لهم بأي شكل " قبل أشهر فقط قابلت وزير الداخلية البحريني الشيخ راشد بن عبد الله وسلمته رسالة خاصة وسرية لحل الموضوع داخل بيت الحكم ولكن وزير الديوان – كالعادة- عرقل كل شيء ، لقد وصلنا لقناعة مفادها أن كل الطرق مسدودة وأن البلاد على وشك الضياع لذلك أبشركم ، وأعلنها للمرة الأولى ، هناك معارضة من الأسرة الخليفية تتكون وتتشكل وترتب صفوفها ونحن نأخذ الأمور بروية الآن ونحاول معالجة الوضع بحكمة وحنكة خصوصاً وان البلاد تضيع ، ولكن صمتنا لن يطول وسنتخذ خطوات تصعيديه في اللحظة المناسبة .. 

·        ولكنك الوحيد الذي تكلم للآن !!
-       نحن 150 شخصاً بعضنا في الداخل والقلة في الخارج ، أنا الرئيس ولي نائب وسنكشف عن أنفسنا في الوقت المناسب وندرس التوجه لمنظمات حقوق الانسان ومحكمة العدل الدولية .. هناك " جهات " عدة مدت الايادي " لمساعدتنا" ورفضنا لأننا لا نريد للأمور أن تستفحل ونحاول معالجة الامور بحكمة وروية ونقدم مصلحة الوطن وأهله على كل مصلحة .

·        هذا كلام خطير .. ألا تخشى أن تفقد حياتك بسببه !
عقب ضاحكاً : كنا فيما مضى نخشى الموت المفتعل " بسكتة قلبية أو حادث مفاجئ !!!" ولكن إلى متى سنظل صامتين ، أعرف بأني قد أعاقب بالموت على كلامي وبالمناسبة قد تعاقبين أنت بالموت على نقلك لكلامي ولكن.. حان الوقت لنعلن عن وجود معارضة قوية - تكبر قاعدتها وتنمو تباعاً- داخل الاسرة . وللعلم أنا معارض لنهج سلطة لا لوجوهها وأطالب بالحق ولا اطالب بباطل ولا اطالب بالحكم ولا بأي سلطة .. فقط نريد الخير لوطنا ونريد أن يأخذ كل ذي حق حقه .

·        فهمنا منطلقات امتعاضكم أنتم يا من تتمركزون في الخارج ، ولكن ماذا عن الشيوخ في الداخل ممن يشتكون ؟
-       شنو !! صرخ مستنكراً

·        فقاطعته بالاستنكار ذاته : ثلث مناصب الدولة لهم !! ناهيك عن الأراضي والمناقصات وبالكاد يدفعون فواتيرهم و...
-       أنت تتكلمين عن فخوذ معينة من العائلة – قال مستدركاً - لقد تم تقسيم الشيوخ لدرجة أولى وثانية وثالثة وهم أبناء عمومة !! سمو الأمير، وسمو الشيخ ، والشيخ وهم أولاد عمومه ! هناك تفرقة غير مبررة بين المشايخ، هناك من يحصل على مليون كمخصصات وآخر على 100 دينار ! منهم من يتعالج في الخارج ومنهم من يتوسل ويضطر لكتابة الرسائل تلو الرسائل ليبتعث للعلاج !  الديوان ميزانيته مفتوحة فلم يتركون أبناء العائلة في عوز !

·        هل تريد أن تقول لي أن في صفوف الخليفه .. معوزون ؟
قلت وأنا "أجتهد" لإخفاء نبرة الاستهزاء

-       منهم من لا يجد منزلاً خاصاً – قال منفعلاً - منهم من يعيش على الديون ، وحدث في عام أن شيخاً أضطر لشراء باص ليسترزق منه فسمع الأمير الراحل بالأمر فاستدعاه – ونهاه - وأعطاه 5 آلاف ليأكل عياله.

·        معقول !!
" قلت وأنا أفكر أني كررت كلمة " معقول" في هذا اللقاء كما لم أفعل في مجمل مقابلاتي الصحفية" !
-       بالطبع وسأعطيك مثالاً شخصيا –  قال بوحمود - جدي رحمه الله أصيب بالجلطة وبتروا رجله ولم يعطه الديوان – بعد مكاتيب عدة – إلا 5 آلاف دينار لم تكفي حتى لتكلفه السرير الطبي في الطائرة ولدينا على شاكلة هذه القصص ما يُثقلنا نحن إعلانه ولا نريد نشر " غسيلنا" ولكن الامور وصلت لحد الانفجار.

مواقف مزدوجة ..


·        ولكن موقفك كان مغايراً عندما انطلقت الاحتجاجات الشعبية في فبراير !! تهجمت وحرضت على المعارضة وظهرت تسجيلات تثبت ازدواجية موقفك – وقد نسميه نفاقك -  فهل تنكر ذلك ؟

-       ومتى أنكرت ! نعم في البداية تحاملت على المعارضة ولم ولن أنكر أني كتبت بعض ما قيل أما البعض الآخر فمفبرك ومبهر من الأجهزة الاستخبارتية " ولكني – إجمالا- كنت أرى ما جرى في فبراير بأنه " خيانة" متأثراً في ذلك بالطرح العام وبالخزعبلات الإعلامية التي روج لها الإعلامي الرسمي بشكل حثيث .. ولكني بعد أن تواصلت مع القوى الوطنية في الداخل من معارضين وحقوقيين تبين لي أن كل ما يقال عارً من الصحة وأن أهدافهم وطنية ومطالبهم شرعية بنسبة 100% وليس منهم من يطالب بولاية الفقيه أو بضم البحرين لإيران أو كل تلك الخزعبلات التي أقنعونا بها في البداية وقد هيئنا المناخ العام – المضطرب وقتها- لتصديق هذه المعلومات المغلوطة ..!
عموما لا أشعر بالحرج لأني غيرت مواقفي بل بالعكس.. أشعر بالفخر والاعتزاز لأني أتبعت الحق لما رأيته وتيقنت منه ولم أكابر كغيري  ..

·        ولم لا تقول أنك تجد مؤسسة الحكم الآن في حالة ضعف ورأيت - أنت ومن معك - أن الوقت مؤاتً للمراهنة على إزاحة ما هو قائم واستعادة ما ترون أنه لكم ؟
-       أبداً .. أبداً.. على النقيض نحن نرى بضرورة تدعيم وجود جلالة الملك وترتيب الوضع الداخلي وإنصاف الشعب .. هناك هرم مقلوب في البحرين اليوم ، القلة راضية والأغلبية ساخطة ناقمة ، ورضا الشعب هو الضمانة الوحيدة للاستقرار والشعب البحريني بحاجة لحكومة " منه وفيه " تمثله وتذوذ عن مصالحة ، وما تكلمت في هذه المرحلة إلا لأقول أن الحكومة المنتخبة ليست مطلباً شعبياً فحسب بل مطلب اخترقت القناعة به حتى صفوف أبناء الاسرة الحاكمة .

هذا ما أشعر به عندما يقال " الموت لآل خليفه "


·        لا تُلبس طرحك لبوساً وطنياً – قلت بحدّه - قضيتك الآن هي مظلوميه عائلتك لا مظلوميه الشعب بأكلمة .. ولنكون صريحين في ذلك رجاءً يا بوحمود ..
-       نعم لنكن صريحين. مظلوميتنا عمرها 90 سنة ولم نتكلم من قبل فلم تكلمنا الآن !
أنا ، ورغم كوني لا أحمل الجنسية البحرينية ، إلا أني بحريني حتى النخاع ويسوئني ما يجري.
بيت الحكم اليوم مهدد .. حكم آل خليفة سيضيع بأكمله والبحرين ستضيع معه لو اكتفينا بالتفرج . هناك اليوم من يهتف بالموت لآل خليفة فمن هو السبب ؟ هاا ؟ آل خليفة براء من ما يجري بل هو وزّر أشخاص معدودين أسقطوا هيبة أسرتنا وجعلونا مكروهين منبوذين منتقدين حتى من الشيوخ والأمراء في الجوار على سوء إدارة الدولة وهو ما يهدد بانهيار ملكنا وملك أجدادنا ..

·        كفرد من هذه العائلة بم تشعر عندما تسمع " القلة القليلة بالمناسبة " تهتف بالموت لآل خليفة أو رحيلهم قاطبة ؟ ألا تشعر بالعداء والغضب إزاء هؤلاء ؟
سألته فأجاب وهو كظيم :
·        اشعر ، وكنت في البدء أغضب وأقول : كيف يدعو هؤلاء بالموت علينا وعلى أطفالنا ولكني بت التمس لهؤلاء العذر وأوجه اللوم لمن يجب أن يُلام حقاً ، فمن مات أبوه ومن أعتقل أخوه ومن فصل عن عمله وتشرد لا شك يعمم الخطأ على الجميع وينشر غيوم غضبه على الكل فهم لا يدركون أن العائلة – في مجملها- بريئة ووحدهم من يملكون القرار الملامين وهم باختصار خالد بن احمد رئيس الديوان وخليفة بن سلمان رئيس الوزراء فهؤلاء من يملكون القرار ولا احد سواهم.
·        والباقين ديكور ؟
-       نعم .. ديكور ..
الملك مستسلم تماماً لإرادة حاشيته ولخالد بن أحمد الذي كان يخطط – حتى قبل اندلاع الاحتجاجات- لتنصيب أخيه المشير رئيساً للوزراء بعد الشيخ خليفة وعزل ولي العهد واستبداله بأخيه الشيخ ناصر بن حمد - المقرب من وزير الديوان - والاحتجاجات التي اندلعت أجلت المشروع وعطلته في البداية ، ثم صارت بوابة للاستمرار فيه - انما- بمقاربة جديدة ..

أحياناً أسأل نفسي إلا يتعظون لما حصل مع باقي الأنظمة ؟

·        ولكن هناك من يقول ان خالد بن احمد هو مجرد واجهة أو - لنقل شماعة لتعليق الأخطاء - وأن ما يُحاك ويُنفذ يتم بمعية الملك وحده ..

-       هناك كلمة الحق يجب أن تقال الملك - بشخصه – " زين" ولم يقابله احد أو يواجهه إلا وأقر بهذا الأمر ولكنه معزول عن شعبه وعائلته ، وحتى خطاباته وتوجيهاته تُسمع ولا تنفذ ! لاحظوا فقط الفجوة بين ما يقوله وما يحصل على الأرض لتفهموا ما أقول .. بطانته توصل له الأمور بشكل مقولب ، وأعرف بشكل دقيق فظاعة الصورة التي تُنقل له عن معارضيه وللأسف يصدقهم ويثق فيهم ! ولا تستهينوا أبداً بتأثير الحاشية على الحكام عبر العصور حتى قيل " أنها ان صلحت صلح الحاكم وإن فسدت فسد الحاكم"
يصمت ثم يستطرد بانفعال :
أحياناً أسأل نفسي إلا يتعظون لما حصل مع باقي الأنظمة ؟ أنظمة أقوى من النظام البحريني وأكثر بطشاً واستقراراً سقطت ! في 2006 كان مرسي في السجن وحسني مبارك على كرسي الحكم وهاهو مرسي الآن متقلد للحكم فيما ينام مبارك خلف القضبان ! صدام حسين سقط والقذافي " رااح" وزين العابدين شُرد.. متى سنتعض وإلى متى سنعتمد على الدعم الخارجي ؟ لمتى ؟ 

·        من اخطر شخص على المعارضة الوطنية ؟
-       خالد بن احمد
·        هل خالد بن احمد هو جوابك لكل سؤال ..؟
انتو ما تعرفون هو اللي متولي الامور والملك " تارك له الجمل بما حمل له " وولي العهد - وفق ما أعرف- صادق ولكنه عُزل عن المشهد وسُلبت صلاحياته المحدودة وتم إتهامة بالتواطؤ والتهور والتنازل عن حكم العائلة وهو محارب أيضاً ضمن العائلة.

أرفض التدخلات الخارجية .. وهذه هي رسالتي للملك ..



·        هل لك اتصال مع العائلة في الداخل.. وما وجهة نظرهم فيما يجري ؟
-       أغلب الأسرة هم مع الشعب وليسوا ضده ، والحقائق التي تنكشف تباعاً تؤكد للجميع وهّن الحجج التي ساقوها لتخوين الناس ولنتخذ من واقعة مستشفى السلمانية مثالاً : قالوا وقالوا وأتخموا فضاءهم وصحفهم بالاتهامات ومن ثم عجزوا عن إثبات أي شيء للقضاء فأسقط القضاء ، الذي هو جزء من نظام الدولة ، التهم وعجز عن الاستمرار في القضية وتحولت أحكام الـ15 عاماً لبراءة أو 3 أشهر !! أن ورقة التوت سقطت عن عورة الإعلام البحريني ووحدة المعاند من لازال يردد أكاذيبهم المارقة وأفراد العائلة يدركون أن التهم التي يُمطر بها الناس مفبركة ويعوون ذلك أكثر من العوام.

·        ألا يردد أفراد الأسرة : خونه ، صفويين وعملاء وكل تلك الترهات الساذجة التي يرددها الموالون ؟
-       لا فالأمور بالنسبة لهم واضحة ولكن علينا تثبيت التالي :
نحن نرفض شعار إسقاط النظام ، ونرفض فكرة الجمهورية ، ونرى بضرورة محاكمة من يثبت توجيهه وتمويله من الخارج – أنما- في محاكمة علنية عادلة تستند على البراهين والقرائن لا على الظنون والاتهامات ، وفي الوقت نفسه نرفض المطامع والتدخلات الخارجية – ومن أي طرف كائن من يكون صديقاً كان أم عدواً - فمشاكلنا داخلية وعلينا أن نحلها داخلياً ..

·        ليس للمعارضة البحرينية خطاب آخر – عقبت - ولم نكن نحن من فتح الحدود للجيوش ولا زالنا نرفض التفريط في استقلال البحرين لا لإيران ولا للسعودية أو سواهما ..
-       وهذا أمر آخر أود التطرق إلية : نحن مع الوحدة الخليجية ولكن : الوحدة الفيدرالية التي تعني تعاوناً اقتصادياً وعماليا لا دمجاً عسكريا وسياسيا فحسب ، وأذّكر كل من يهللون للوحدة العسكرية التي فشلت محاولاتها أن سمو الأمير الراحل عيسى بن سلمان رحمة الله عليه رفض الانضمام للإمارات المتحدة في السبعينات وأصر على أن البحرين دولة مستقلة وستبقى كذلك بإذن الله بجهود سنتها وشيعتها ..

·        كيف تقيم عمق الشرخ الطائفي الذي خلقته مؤسسة الحكم بين الطائفتين في البلاد ؟
-       الحكومة خططت لافتعال أزمة داخلية وإشعال فتنه لإشغال الناس عن حقوقهم ومطالبهم الاساسية ..  من هو المستفيد الاول والأخير من هذا الشقاق ؟ أليست الحكومة التي استفردت بفئة من الشعب بذرائع طائفية بوصفهم انقلابيون لا مطالبون بالإصلاح ؟ وللعلم مسيرة 14 فبراير انطلقت بمطالب بسيطة وحقوقية صرفة ولكن سقف المطالب تزايد تباعاً بسبب تهور من يديرون البلاد وتخبطهم .. ما حصل في البحرين مهزلة – أستطرد منفعلاً –
ضرب شعب اعزل وتجريده من حقوقه مهزلة ،،
أن تزج بالشباب للسجون دون وجه حق بحجة أنه مدعوم من جهات خارجية مهزلة
ملأ الدنيا باتهامات تعجز عن إثباتها لقضائك ناهيك عن الجهات الدولية.. مهزلة !!
ضرب الشعب بمسيلات الدموع وإغراق قراهم بالسموم والاستعانة بالمرتزقة لإيذائهم .. مهزلة !
أنا في تواصل مع القوى الوطنية ، وأعرف وهن ما يروج له الإعلام الرسمي قاطبةً ..

·        هل من رسالةً تختم بها هذا اللقاء ؟
-       رسالتان واقعاً الأولى أوجهها للشعب البحريني وأقول:
ابتعدوا عن ما يثير الفتنه بينكم ،
 لقد تعايشتم بسلام وأمان على مدار السنين فلا تسمحون للفتنة أن تشتعل فكلكم في مركب واحد ..
كما وأشد على أيدي المصلحين منهم وأناشدهم بعدم التراجع أو التوقف عن مطالبهم وترك العنف بكل أشكاله كي لا يعطون حجج للمتذرعين لضربهم أو وصمهم بالإرهاب وغيره . وأتمنى عليهم ترك الشعارات التي تُفرق ولا تُجمع والتركيز على اصلاح النظام .. فالوطن كبير ويسعنا جميعا ..
أما رسالتي الثانية فأوجهها لجلالة الملك :
 البحرين امانة في عنقك وما يحصل في البلاد خطأ كبير وتوجهاتك لا تنفذ وأنت المسئول الأول أمام الشعب والعالم والتاريخ عن كل ما يجري .. فأنتبه للبلاد قبل أن تضيع الفرصه

******




هناك 3 تعليقات:

الأجودي يقول...

مع احترامي للصحفية و الضيف و لكن
التمست في الضيف انه يسعى و هدفه هي حقوق عائلته المسلوبة و ان كان ينفى ذلك و اما المعارضة الخليفية الجديدة سوف تظهر ولكن أيضاً لأجل مصالحها و لكي يساوونهم بمثل مستحقات باقي الاسرة و في رأيي ان زمن حكم الاسرة انتهى و لا مكان لوجوده خصوصا في البحرين الذين عانوا أجدادنا و ها نحن نعاني أيضاً

zuhoor يقول...

مقال رائع بل اكثر من رائع

Bor'3y يقول...

اشكرج واحييج على هاللقاء

كل عائله حاكمه بالخليج لها معارضين من نفس العائله

ااهلنا بالبحرين نتمنالكم حياه كريمه شيعه وسنه وكل مطالبكم الانسانيه تتحقق في ضل الاسره الحاكمه والله يهديهم يارب