الأحد، يونيو 3

حقيقة فيلم محمد التاجر.. والحكومة البلطجية


لمن يشّك.. لمن لازال يشكّ.. أن هذه الحكومة فقدت كل أدنى مراتب الرشد والاستقامة .. عليه أن يقرأ ما جرى للمحامي الشريف محمد التاجر اليوم وليضع كل منكم نفسه مكانه لأنه قد يكون – بالفعل- الضحية التالية لسلطة صارت " البلطجة " لها عقيدةً ومنهاجا ..

****

بشكل منظم، نُشر في اليومين الماضيين " مقطع خاص" بطله المحامي المعروف محمد التاجر.. بدأ الأمر بحملة تويتريه تتزعمها الحسابات المخابراتية المعروفة " دايسهم، منزفزهم، حارقهم ، فاضحهم " وغيرها من المجموعات السوقية التي تعكس أسماءها انحطاطها ، وامتدت لنشر الفيلم في اليوتيوب وتوزيعه في الشبكات والبلاكبيري أيضاً في سابقة هي الأولى في الخليج حيث تبتز السلطة محامياً وتنتقم منه بهذا الشكل القميء على نشاطه الحقوقي.


حقيقة الفيلم ..


بالتقصى من أصحاب الشأن علمنا أن الفيديو صور في شتاء 2008 حيث كانت السلطة مسكونةً بهاجس حبّك وتمرير قضية ما يسمى " بالخلية الإرهابية " بأي ثمن رغم افتقارها لأية أدلة أو قرائن يُعتد بها. كثير من المحامين وقتها تهربوا من القضية تحت الضغط والتهديد ولكن المحامي التاجر أصر على المضي فيها قدماً متبرعاً بالدفاع عن أبرز 16 معتقل من أصل الـ 22 المتهمين " السنقيس والمقداد والمخوضر وغيرهم" وكان يتواجد في مبنى النيابة حتى ساعات الفجر الأولى للذوذ عن المجموعة في تلك القضية الركيكة.. سمعته يقول ذات مرة " كنت أتلقى مكالمات تفصل لي لقاءاتي مع المنظمات الدولية كانوا يقولون لي استقبلت وفد " فرونت لاين ديفندر" في منزلك في هذه الساعة وكنت مجتمعاً في ذاك المطعم في تلك الساعة ولم أكن لأبالى.. ليس لدي ما أخاف منه " كان يردد بثقته المعروفة جاهلاً بكيدهم الذي يضمرون.

****


ما قصة السيدة التي ظهرت في الفيديو ؟


من ظهرت في الفيلم كانت زوجة المحامي الثانية التي أرتبط بها بزواج شرعي بعقد كامل الشروط والأركان مبقياً هذا الزواج سراً مراعاةً لمشاعر أم أولاده الطبيبة الموقرة التي نكن لها جميعاً كل الاحترام، متحينان الوقت المناسب لأعلامها..

ولأن هواتف المحامي مراقبه .. استطاعت السلطة أن تعرف أنهم سيحتفلون بمناسبة ما باللقاء في منتجع معروف فأعدوا العدة وزرعوا الكاميرات في المكان لتنفيذ عمليتهم القذرة.. بعد التصوير وصلته نسخه من التسجيل مرفقه برسالة تقول " لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك " تبعتها مكالمات تهدده بأعلام زوجته - وربما نشر الفيلم- لو لم يتخلى عن القضية ولكنه استهتر بتهديدهم ولم يرضخ له ما فاجئهم وسلبهم الإحساس بالقوة ، بيد ان هذه الواقعة ألقت بضلالها على زوجته الجديدة التي طلبت الانفصال خوفاً على نفسها من زواج قد يكلفها سمعتها أو ربما حياتها كما تصورت..

هامش أول :

من الواضح ان تلك ليست بسياسة جديدة على النظام.. كنا قد سمعنا قبلاً عن التهديد بأفلام أو معلومات خاصة كوسيلة لتركيع وكسر شوكة مناوئي النظام ولكننا لم نّكن نملك الدليل لأن خطتهم كانت تنجح في الأغلب الأعم.. وحده التاجر من ملك الجرأة للرفض فاضحاً سياساتهم المريضة في الوقت الذي ظنوا فيه أنهم سيفضحوه ..!


*****

ولماذا وزع الفيديو الآن رغم كونه قد صور قبل 4 سنوات؟


هذا هو مربط الفرس.. بعد واقعة جنيف التي قصمت ظهر السلطة وفضحتها وحاصرتها في المجتمع الدولي.. وبعد تمهيد أذنابهم الإعلامية لحملة انتقام عرقلتها المفوضية السامية لحقوق الإنسان برفض المساس بحق الوفد الأهلي. وجدت السلطة أن الاعتقال والتحقيق " الذي لوحت به السلطة ولم تنفذه لعلمها بهشاشة موقفها " ليس الوسيلة الفضلي للانتقام الذي قد يتخذ صيغ أكثر مكراً .. ولأن هذا التسجيل كان بين أيديهم استسهلوا هذه الخطوة ضده وقد علمنا جميعاً في الوفد بتهديده بهذا الفيديو ونحن في جنيف "ولاحقاً قبيل ندوة وعد" ولكنه لم يسمح لهذا التهديد أن يُثنيه رغم أنه كان ليفضل أن يعتقل ويجلد ألف مرة على أن يساء لعرض وشرف زوجة أرتبط بها يوماً ..

هامش ثانً:

منذ بدء الأحداث في فبراير 2011 وخطاب السلطة ومواليها يتخذ من " الجنس" عنواناً لمقارعة الخصوم السياسيين ! لقد اختزلوا الدوار الذي هو رمز للمطالبة بالعدالة والكرامة في خيام رذيلة لا وجود لها إلا في مخيلتهم المريضة. وزعوا أسماء طالبات جامعيات وقعن على عريضة على أنهن " يطلبن المتعة" بل واختزلوا المذهب الشيعي كله في المتعة وسموا الثوار بأبناء المتعة بكل قبح وسفاهة بمشاركة ومباركة مستشاري وإعلاميي النظام ذوي البيوت الزجاجية وصدق المتنبي إذ قال " من ساء خُلقه ساءت ظنونه " أو كما نقول بلهجتنا الدراجة " كلٌ يرى الناس بعين طبعه" فكيل الاتهامات الأخلاقية للمعارضين نتاج سلوكهم المعوج الذي يأبى إلا أن يرى الانحراف في كل شيء، وجولة على مواقعهم تكشف عن طرحهم المارق السوقي الذي يحاولون به – واهمين- مقارعه ذوي الفكر والرؤية والمبادئ.

*****


ماذا بعد ؟


لسنا هنا لنبرر شيئاً.. فمحمد التاجر محامً شريف لا يزايد أحد على احترامه وتدينه واستقامته ، له حياته التي لم يتعد فيها حدود الله والتي لا نلمك – نحن- محاسبته عليها، ولسنا هنا لنخاطب الحكومة أيضاً.. فالسلطة التي لا تتواني عن القتل وتلفيق التهم للأبرياء والتستر على المعذبين والمغتصبين والفاسدين وسراق المال العام.. لن تتوالى عن هتك خصوصيات الأحرار والتعدي على حياتهم الشخصية.

ولكننا نخاطب هنا القلة التي لازالت تختزل الولاء للوطن في الولاء للحكومة ونسأل : هل هذه هي الحكومة التي تطمحون لها ؟ أهذا ما يأمركم به إيمانكم ؟

هل تقبلون أن ما عارضتم يوماً أن تكون زوجاتكم وبناتكم مادة للمساومة والابتزاز ؟ وما ذنب طليقته وأسرتها ليكونوا مادةً للأعين المريضة لإشباع شهية السلطة في الانتقام ؟

ما حصل أمر جلل .. لا على المحامي فهو كالطود الصامد ولن تثنيه هذه المحاولات عن المضي في قضيته العادلة ولكن هذه الأساليب المنحطة جديدة - حتى على حكومتنا البوليسية- ولا نعرف لأي مستوى بعد ستصل في فُحشها وطغيانها ومن سيكون الضحية التالية من وفد جنيف الشجاع وبأي شكل وهيئة سيأتي الانتقام ..

هامش أخير ..

" إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ " سورة إبراهيم


ليست هناك تعليقات: