الثلاثاء، سبتمبر 25

تجارة الفنكوش

تجارة " الفنكوش" بعد جنيف ..

في فيلم مغّبر للفنان عادل إمام ، يجد البطل نفسه أمام هزائم متوالية من وكالة إعلانات منافسة تديرها مايسه " التي قُيض لميرفت أمين دورها " وخوفاً من خسارة كل شيء يُوهم مسئوليه وعملائه بأنه يملك منتجاً وهميا سماه " الفنكوش" تتوالى أحداث الفيلم في قالب كوميدي يرصد احتفاء الناس "بالفنكوش" الذي لا يعرفون ماهيته ، واستماتتهم لشرائه ، وصراعات رجال الأعمال للاستحواذ عليه، وبعد أن باع البطل "الفنكوش" وعقد الصفقات المربحة وجد نفسه متورطاً بخدعته التي لم يتوقع صداها أو مداها !!
كل من أضحكهم الفيلم في الثمانينات مدعوون لزيارة البحرين ليروا " ع الطبيعة " كيف يباع " الفنكوش" على الشعب جهاراً نهاراً ..
****
منذ أيام وأنا أفتتح يومي بالضحك على تبادل المسئولين للتهاني بمناسبة " نصر جنيف" ، وتغني دكاكين الصحف "بنصر جنيف المؤزر " في ممارسة مفضوحة للدجل السياسي على جماهير الموالاة التي بدأت تسأل " عن أي نصر تتحدثون " ! أن قلة الحيلة وانعدام الوسيلة عند جيش الحكومة الجرار جعلهم يصورون لمواليهم " اعتماد التقرير " نصراً وهم بذلك أشبه بمن يهنئ تلميذا رسب - وفي كل المواد - لأن مديرة المدرسة وقعت الشهادة !!
كل التقارير تعتمد في نهاية الجلسة لصياغتها ، ولكنهم لا يصارحون الناس بذلك لأنهم " باعة  فنكوش " بكل بساطة !
إن كان هناك ما يستحق التهنئة هنئوهم على ما تميزوا به عن سواهم /على سبيل المثال لا الحصر :
-          هنئوهم على وفدهم العرمرمي الذي فاق وفود الدول العظمي في حجمه وعجز عن مناطحة وفد " أوروغواي" في جودته !! الوفد الذي كان غثة أكثر من سمينه وحشوه أكثر من لحمه ! علماً بأن السواد الأعظم منهم لا يجيد الإنجليزية ولا يتقن حتى العربية الفصحى !!
صدقاً .. ألم تجدوا أفضل من هؤلاء ؟ أخلت البلاد من المثقفين والمتمرسين والمعروفين عالميا لتشحنوا معكم " عوير وزوير والمنكسر واللي ما فيه خير "
أشفق سويعات على النظام بسبب هزاله أعوانه .. 
-          نهنئكم ، ونهنئ أنفسنا ، على أن الجلسة اليتيمة الهزيلة التي عقدتموها مُنيت بالفشل " مقابل ثلاث جلسات مهمة اقامتها المعارضة " ونهنئكم لأنه " أنصب عليكم " ودفعتم  45 ألف يورو نظير هذه الجلسة التي لم تكلفنا حتى ألفي يورو لأنكم اعتمدتم على صديقكم السوداني المحتال ! علينا أن نشفع للصحف الصفراء لغوها بشأن " عظم مصاريف المعارضة " فلأنهم يُستغفلون دوماً في الدفع يخالون أننا سفهاء في الدفع مثلهم ونحتاج لثروة لتنفيذ ما يعجزون -هُم-  بميزانيتهم المفتوحة عنه !!
-          هنئوهم على فشلهم في الظفر بلقاءات مهمة وتفرغهم التام للتسكع والتبطل..!
فولوج الأمم المتحدة ليس متعلقاً بساعة الحشر فحسب "وهذا فهم قاصر للعملية " بل بتشبيك علاقات مع المنظمات والمسئولين وأقطاب العمل، وفي الوقت الذي كنا نتنقل فيه بالدراسات والأبحاث والأرقام بين الاجتماعات كان "مطاريش" الحكومة "يشربون كوفي " وينثرون الإشاعات في حساباتهم التي لا يتابعها سوى شرذمة مثلهم وصحفهم التي لا يقرأها سواهم ويتحرشون بهذا ويبحلقون في ذاك ! الذكي منهم أكتفى بحضور الجلسة الأساسية ليحوم حول أسياده وكأنه حامل بشوت أو صباب قهوة !
-          هنئوا أعضاء وفد " كشتة" جنيف ، بكونهم ظفروا برحلة مدفوعة التكاليف ، وفي فندق لا يحلمون بالمرور بأسواره ، بالإضافة لمصروف جيب بلغ 500 يورو للشخص " حوالي 230 دينار يوميا " ! يقول المثل الشعبي ( الحظ لما يآتي يخلي الأعمي ساعاتي ) وغنائم هذه الرحلة فاقت خيالهم ومستواهم وكل هذا طبعاً من لحم المواطن البسيط ، وعلى نواب الشعب ، إن كانوا "ريايل" لا كما قالت الوزيرة ، أن يسألوا الحكومة عن كمّ ما أهدرته وعلى الكتاب الشرفاء – إن وجدوا - أن يسألوهم كم خدمة إسكانية وكم بعثة وكم مشروعاً كان لينفذ بهذا المال الذي أطعموا به مرتزقتهم ولكن ، نسيت ، هم من المرتزقة جماعة " أطعم الفم تستحي العين " أيضا !
-         نهنئهم على أن التوصيات ثُبتت عليهم - وبشهادتهم – إلا قليلا .. نهنئهم على أنهم صدروا " الشبيحة والبلطجية " لأروقة الأمم المتحدة وكُتبت تقارير تستصغر وتستحقر وفدهم ! في اجتماعنا مع لورا لسيرا رئيسه المجلس قلت لها ما أقوله علناً هنا " أن تدنيس هؤلاء لصرح دولي راقى امر أسعدنا ليرى الجميع همجية هؤلاء وتنمرهم وإن كانوا لا يتوانون عن " التبلطج " هنا فما بالكم بما يفعلونه في البلاد..!
أحترم – رغم الخصومة – وزير خارجيتنا جدا وأراه رجل سياسة محنك ويكفى أنه وضع نفسه في متناول العامة في تويتر معرضاً نفسه لذات ما نتعرض له يومياً وهو "صموود" ولكني لم أتوقع منه أن يأتي ليبيع الفنكوش على شعب البحرين وهو يعي جيداً أنهم عادوا بتوصيات وتعهدات ثقيلة .. ثقيلة جداً .. مررها العالم بصوت الشعب المضطهد وبوعود والتزامات مؤجلة الدفع سيغرقون فيها عاجلاً أم آجلاً ..
****
إن إشاعة " نصر" وهمي دليل قاطع على " إخفاق" حقيقي ..
   وحدهم من يعانون من غباء سياسي منقطع النظير يرون فيما خرجت به السلطه مغنماً ، وللأمانة لا أرى ضرراً في احتفال الموالين " بفنكوشهم" ولكني أذكرهم – خشيةً عليهم من الصدمة مستقبلا- بالمثل الذي يقول " اوهــــــــــــم نفســـــــــــك لكن متتعشمش" على رأي أخوتنا في مصر ..!!
 **********       

هناك تعليق واحد:

ABU AHMED يقول...

افضل واقرب وصف لمعنى التصديق على تقرير البحرين
توقيع المدير شهادة راسب
على الله فهموا البلطج