السبت، أبريل 7

بيت التجار أم بيت النعام ؟؟










إبراهيم زينل.. فاروق المؤيد.. زايد الزياني .. عصام فخرو.. خالد الزياني وغيرهم من رجال الأعمال كانوا إبان فبراير ومطلع مارس معتدلي الطرح منصفين للحراك الشعبي داعمين لاحتواء المطالب الشعبية – لا بالدبابات والمرتزقة - بل بالحوار وتقديم حقوق يعلمون أنها مستحقة .. حتى أنهم سعوا للقاء شباب 14 فبراير – وفعل بعضهم بالفعل – وأثنوا عليهم وعلى رؤيتهم لمستقبل البلاد ( أريد أن أعتقد انهم فعلوا ذلك من قبيل الاقتناع والمبدأ لا لأنهم كانوا يضنون أن كفة المعارضة راجحةً ) كما قدم بعضهم رؤية لولي العهد للإصلاح والحل كنت من شهودها – ولكن - بعد أن علا الموج وكشرت الحكومة عن أنيابها تغير كل شيء ..

(2)

كان من الطبيعي ، والمتوقع أيضاً، أن يتراجع أغلب البرجوازيين والأرستقراطيين عن مواقفهم بعد الضربة الأمنية من منطلق " لا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة " و" نفسي نفسي" إلا نفرٌ قليل .. وما توقعناه / أملناه يومها أن يتخذ هؤلاء " ركناً قصياً " عوضاً عن أن الخوض والمشاركة في " زار" الانتقام لكن ذلك – للأمانة - لم يكن خياراً في البلاد ..فأما أن تكون معي وتشرب من دم خصومي – وإلا - فسأحتسبك منهم ! لذا سرعان ما بدأت " إعلانات البيعة والولاء " تزخرف الصحف مع زحف دبابات درع الجزيرة كما وبدأ رئيس الوزراء – المتيقن أن الحراك الشعبي موجه لإزاحته – في استقبال وفود " التائبين " الذين لم / ولن ينسى صنيعهم ولكنه – بحنكته – أختار أن يؤجل حسابهم ويركز انتقامه على طائفة واحدة - بل ويعمل بشكل حثيث على ان يُفيد الطائفة الأخرى من مصائبها - ليؤطر الاصطفاف الطائفي الذي سيحميه ويحمي أبناءه من بعده كما يأمل ..


(3)

  " العقابات الجماعية " كانت عنوان المرحلة..وهكذا استبيحت طائفة بمن فيها.. فسواء كنت من المعارضة أما لا ، رفعت شعار إسقاط النظام أو إصلاحه ، شاركت بالتظاهرات أم تفرجت .. عليك أن تدفع ثمن انتماءك للطائفة التي تمردت على حكم الشيخ خليفة بن سلمان ، الحاكم الفعلي للبلاد من قبلُ ومن بعد !
صب جام الغضب على الشيعة – بما فيهم اولئك الذين بالخارج بالمناسبة ، لم يكن لُيحصر في القطاع العام لذا كان على كبار التجار أن يشاركوا في " المحرقة" . وقد قامت غرفة تجارة وصناعة البحرين، بحركة خبيثة ومستهجنة، بالتآمر لفصل أربع اعضاء مجلس الادارة " شيعة " لتقديمهم كقربان " للصنم الأكبر" حتى قرروا – بتوصيات من الصنم الأصغر – تخفيض العدد لأثنين : إبراهيم الدعيسي وعادل العالي الذين فصلوا بتهمة غير معلومة ، كما وتم إقصاء مؤهلين عن وظائف للسبب الطائفي ذاته – وليس لأنهم طائفيون بالمناسبة - بل لأن النشيد " الرسمي" الآن طائفي وهم أشد جبناً من ان يقولوا " عيب" أو " كفى " !
وتوالت المواقف المخزية لبيت التجار الذي تحول لبيت نعام دفن رأسه في التراب وهو يرى قوائم المقاطعة تتوزع ويرى ائمة الكراهية يدعون لمقاطعة تجار الشيعة على المنابر ! كانوا يعوون تماماً أن نيران هذه الدعوات العدائية سترتد عليهم وأنهم سيقاطعون كردة فعل أيضاً ولكنهم كانوا اجبن من ان يتخذوا موقفا من منطلق "من خاف سلم !!"


(4)

محلات جواد وعدد من محلات المواطنين الشيعة - وهم اعضاء في غرفة التجارة وتحت مظلتها - تعرضت لاعتداءات ممنهجه وموثقة ولكنهم – كما الداخلية- أشاحوا بوجههم بعيداً !! بضائع التجار كانت تتعرض للتلف بسبب اوامر تقتضي بتأخير مصالحهم وأصر " بيت النعام" على تجاهل الأمر وكأنه لم يسمع بالخبر ، أصبحت المناقصات توزع كالسكاكر على التجار "الحلوين" ويُحرم منها " الشياطين " ومجلس الإدارة يتواطأ مع هذه المهازل بتخاذله !!
تمنيت من كل قلبي ان تستمر المواقف المشرفة للبعض .. فنحن بحاجة لقادة تكنوقراط - وارستقراطيين لم لا- للمراحل القادمة ولكن بعض هؤلاء أستعجل " القطاف"  ومنعه ضيق الرؤية من المواجهة وفضل السباحة مع التيار رغم أنهم متضررون من هذا الجنون حتى النخاع !


(5)

غداً ، 8/4/2012 موعد الجمعية العمومية للغرفة، أذهبوا جماعات وأفراداً واسألوهم عن مواقفهم " المايعة " علهم يملكون جواباً.. وذكروهم أن تجار الكويت هم من ذادوا عن ديمقراطيتها حتى سميت " ديمقراطية التجار" ووقفوا سداً منيعاً - وهددوا بالرحيل باستثماراتهم - عندما مال زند الشيوخ على الشعب وحرياته.
كما وأهدوهم نيابة عني صورة نعامة وقولوا لهم " لميس تسلم عليكم وتقول : اذا كان صاحب المال والمكانة ، الذي لا يخاف جوعاً ولا حاجةً ، يتصرف بهذا الرضوخ والإستكانة فماذا تركتم للدراويش والمعترين ؟! وقولوا لهم : منتو قد المكان " أتركوه " لمن هم أشجع وأقدر منكم على إدارته ومساعدة البلاد على استعادة رشدها قبل أن تخرب " مالطة" وتباع " الحارة " لأقرب " جاره " !
******


7- أبريل- 2012
بقلم : لميس ضيف 


هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

مو رياييل. كلمة قيلت في النواب وتنطبق علي من في الغرفة

غير معرف يقول...

القائمين على إدارة الغرفة وافقو على ان يبايعو لخليفة بن سلمان على انهم عبيد قيان فكيف للعبد القين ان يقول لا لولي نعمته؟؟

غير معرف يقول...

موقف الاتحاد العام بالنقائض من الغرفة لانهم اي الاتحاد وبرغم الحملة المخرجة في كل وسائل الاعلام أصر ان يتمسك بالثوابت النقابية وحافظ على تماسك اللحمة الوطنية ، فليتعلم عصام وغيره ممن وافقو على منحت بناء الغرفة ب ٧ مليون ،يومها فقط باتو الغرفة وتاريخها